فاطمة اللامي

اهتدى الإنسان القديم إلى النار بفرك حجريّ صوان، لإخافة الوحوش والسباع ليلاً؛ لحماية نفسه، وكل وسيلة دفاعية ابتدعها وصنعها الإنسان، لم تكن لولا شعوره بالخوف، وحينما أمِن؛ قام باستغلالها في أغراض وشؤون أخرى مفيدة وغير مفيدة!.


الخوف، حالة طبيعية في الكائنات العاقلة وغير العاقلة، كردة فعل ترتبط بحالة اللا إطمئنان أو اللا أمان التي تستشعرها، والمخاوف الطبيعية في عمومها نسبية، فما قد يخيفك قد لا يخيف غيرك، والعكس صحيح؛ كركوب الطائرة، والظلام.. إلخ.

وهناك المخاوف المرضية، أو بما يعرف بالوسواس القهري، وهي أن يخاف الشخص من أمور لا وجود لها، أومن قبل أن تحدث، كالخوف من المرض، أو الموت، وعادة ما تكون لها دلالات سلبية في شخصية المصاب كانعدام الثقة، والتردد، والانزواء لانعدام شعوره بالأمان، وعادة ما تستحوذ هذه المخاوف على المصاب، فتفقده إتزانه وفرص استمتاعه بحياة طبيعية..


وهناك الخوف الإيجابي، والذي يأتي بدافع الحرص، وهو الخوف المطلوب، كأن تخاف على استحقاقاتك التي أنجزتها بتعبك وكدّك، سواء الشخصية أو المهنية، فالإنسان لابد أن يمر بلحظات إعادة جدولة لحياته، فحياة المغامرين أو المقامرين قد لا تكون مواتية في ظل وجود استحقاقات ثمينة لم تتحصّل عليها بمصباح سحريّ!.

لكل فرد منا مخاوفه، ولكن، يبقى الخوف على سلامة واستقرار كيانك الأسري، هو بمثابة الدفاع عن «وطنك» الأول.. إرثك الشخصي الذي يستحق جميع التضحيات؛ لأن تخاف عليه وتنتصر له كلما تنازعتك الأهواء للتفريط به.. والخوف المطلوب، هو: منح الحماية الواجبة واللازمة للأشياء الثمنية التي لا تُعوّض؛ كالوطن، والأسرة، والسمعة!.