عبده خال

منذ زمن طويل وأنا أطالب بالترفيه الشعبي قبل دخول هيئة الترفيه. إن دخول الناس ليست متماثلة، وفي زمن ذوي الدخول المحدودة كان الوضع لا يتلاءم مع تلك الدخول، ومع غياب هذا المصطلح في وسائل الإعلام إلا أن أصحابه لم يختفوا بل تضاعف العدد عما كان عليه.

وفي انفتاح البلد اجتماعيا وترفيهيا، أصبح من الضروري التنبه لذوي الدخول المتواضعة، فلم يعد هناك مكان إلا وبه مساحة كبيرة من الأنشطة الترفيهية وجلها لا يمكن الاستمتاع بها إلا ذوو الدخول ما فوق الطبقة المتوسطة.

وسوف أذكر مثالا لأسرة مكونة من ستة أفراد قرروا الذهاب إلى دور السينما الواقعة في مجمع الردسي، كلفتهم تلك النزهة مبلغ 1500 ريال ومع ذلك لم يدخلوا لمشاهدة الفيلم المعروض، وبدأت القصة بحجز مقاعد لمشاهدة فيلم غربي عبر النت وثمن التذكرة في الأساس 100 ريال يضاف عليها رسوم، لأن الحجز تم عن طريق النت، وقبل الدخول إلى السينما تم شراء مسليات بأسعار خيالية (يكفي القول إن قارورة الماء بـ 14 ريالاً وأنتم ضعوا تسعيرة بقية التسالي المشتراة)، وحينما أرادوا الدخول إلى الفيلم وجدوا سيدة تقول لهم:

- حجزكم ليس في الساعة السادسة مساء بل في الساعة السادسة صباحا.

وتناثرت الأسئلة: كيف وليه ومتى ولماذا، ولم يجدوا من يجيب عليهم، إذ لم نكن نحلم بسينما تعرض في المساء، فكيف بسينما تعرض مع (الغبشة). وعند الحجز لم يكن أحد يعلم أن هناك عرضاً وقت صلاة الفجر، المهم أن هذه العائلة خسرت 1500 ريال بلاش في بلاش.

فتعالوا نقيس رسوم دخول السينما لدينا وبقية دور السينما في العالم، علما بأن تكلفة الفرد الواحد لمشاهدة الفيلم بلغت في الحد المتوسط 132 ريالا، بينما متوسط التكلفة في بعض دول العالم بالريال السعودي كما يلي: سويسرا (60 ريالا)، الإمارات (43 ريالا)، بريطانيا (43 ريالا)، أمريكا (31 ريالا)، الهند (3 ريالات)، وتابع أسعار السينما في جميع أقطار العالم، فلماذا المغالاة في دور السينما مثلا وهي الوسيلة المقدور عليها لكل سكان العالم إلا لدينا؟

وإذا كانت الشركات المعنية بتشغيل السينما في الدور وصل بها الجشع بمضاعفة السعر وتعدد العروض من غير مراعاة لدخل الفرد أو الأسرة السعودية فلابد من وجود كابح لهذا الجشع، وإن لم يوجد فلهم الحق في سلخ المشاهد بالطريقة التي يرونها أنها مناسبة!

أعود للمطالبة بإيجاد ترفيه شعبي يتلاءم مع دخول الناس، فلا يمكن أن يطال المواطن العادي الدخول إلى حفلات الغناء أو المباريات العالمية ما لم تتم دراسة الدخول وجعل الأسعار في متناول الجميع، هذا إذ أردنا الترفيه للجميع.