محمد الحمادي

صحفي وكاتب ومتحدث وإعلامي، يتولى حالياً رئاسة تحرير صحيفة الرؤية ومنصاتها الرقمية، وهو المدير التنفيذي للتحرير والنشر السابق في شركة أبوظبي للإعلام ورئيس التحرير السابق لجريدة الاتحاد. يحظى بعضوية العديد من المنظمات والجمعيات، حيث أنه رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية بدبي وعضو مجلس الاستشاريين في قناة سكاي نيوز عربية (أبوظبي). حصل على العديد من الجوائز، منها: جائزة شخصية العام الاتحادية من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ووسام وزير الداخلية لخدمة المجتمع، وجائزة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للعمل الإنساني. صدرت له 4 كتب هي: زمن المحنة (2008)، وديمقراطية الإمارات (2009)، وخريف الإخوان (2016)، والمقاطعة (2018).

مشهد يوم أمس تقشعر له الأبدان وتخفق له القلوب، فاستقبال حكام الإمارات وحضورهم إلى أرض المعسكر في مدينة زايد العسكرية كان عظيماً، ولقاؤهم بأولئك الرجال وهم يعودون إلى أرض الوطن بعد أن أنجزوا مهمتهم التي استمرت لأشهر وسنوات في اليمن وهم بعيدون عن وطنهم وأهلهم، هو تقدير كبير ومستحق من القيادة لأبنائهم الجنود.

جميلة العودة إلى حضن الوطن.. والأجمل أن تكون العودة بعد الانتهاء من مهمة عظيمة تم إنجازها على أكمل وجه.. وجميل أن تشعر بأنك كنت على مستوى الحدث وعلى قدر المسؤولية، والأجمل أن تعود وتحط رحالك في وقت تغدو ثقة الوطن بأكمله وثقة القيادة فيك أكبر.

هذا هو حال أبطالنا جنود الإمارات البواسل الذين وصلوا إلى أرض الوطن أمس، بعد أن أدوا مهمتهم في ميادين الشرف والعز والشجاعة، فبعد 5 أعوام في ميادين القتال إلى جانب الأشقاء في اليمن تعود كوكبة أخرى من جنودنا إلى الإمارات ممن شاركوا في عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل لإعادة الشرعية في اليمن التي انطلقت في مارس 2015.


لقد دافع أولئك الجنود وقاتلوا وصبروا وتحملوا الغربة وظروف الحرب وصعابها، وتعاملوا مع أعداء لا عهد لهم ولا مواثيق ولا أخلاق، طبعهم الخيانة وسلاحهم الغدر، ورغم ذلك لم يتراجعوا، بل تقدموا وصمدوا وعرف جنودنا كيف يتعاملون مع أعدائهم وكيف يسجلون بطولاتهم هناك بحروف من نور لن ينساها التاريخ أبداً.

الإمارات ذهبت إلى اليمن ورجعت بعد أن أدت مهمتها العسكرية والإنسانية والأخلاقية على أكمل وجه، وسنترك للتاريخ أن يقول كلمته ويتحدث عن الدور الإماراتي العظيم هناك، وسنترك للشعب اليمني الشقيق أن يدوّن شهاداته ومشاهداته، فهذا الشعب الأصيل سينتصر على أعدائه ونحن واثقون بأنه سيتجاوز الأزمة قريباً، وسيعرف صديقه من عدوه، كما أنه سيعرف من الذي وقف معه وقفة الرجال، ومن الذي استغل كل فرصة ليضعفه ويطعنه في الظهر.

لسان حال كل جندي إماراتي يقول: «لقد أوفينا بالوعد للشعب اليمني الشقيق، ووقفنا معه لاستعادة الشرعية، وحررنا معه أكثر من 80% من الأراضي اليمنية، وحاربنا الإرهابيين وهزمنا القاعدة، ودرّبنا الشرطة اليمنية، وأسهمنا في إعادة تأهيل الطرق والمدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء في المناطق المحررة، وسلمنا الأمر لأهل اليمن ليكملوا المهمة، ونحن معهم وإلى جوارهم باقون».. كما أن لسان حالهم يقول أيضاً «لقد أوفينا بالعهد لقيادتنا ولبينا نداء الواجب وحافظنا على علم الإمارات وعدنا به عالياً خفاقاً كما كان وسيكون دائماً».