خالد عمر بن ققه

هل يحق للإعلام السعودي أن يظل حكراً على أهله وغارقاً في َمحليَّتِه؟، تبادر إلى ذهني هذا السؤال وأنا أتابع ندوة نظَّمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يوم الاثنين الماضي ـ 10 فبراير الجاري ـ تحت عنوان «واقع الإعلام السعودي بين التحول والتغيير»، شارك فيها كل من الإعلاميين السعوديين: علي العلياني، وسعود الريس، وزيد بن كمي، ومحمد الحارثي.

مجمل الطرح الذي دار في الندوة من المشاركين ركز في غالبيته على رؤية المملكة 2030.. ما يعني النظرة إلى المستقبل مع شرح لأبعاد تلك الرؤية، الجانب الروحي فيها وتمثله المقدسات الدينية في مكة والمدينة، والقوة الاقتصادية ممثلة في الاستثمار وتدفق رؤوس الأموال، وقوة الجغرافيا انطلاقاً من الموقع المتميز للملكة إقليمياً وقارّياً وعالمياً.

في واقع الأمر أن المرتكزات الثلاثة للدولة السعودية حسب رؤيتها المستقبلية، تمثل لنا جميعاً ـ إن أفحلت ـ إضافة نهضوية، لأن علاقة العالم بالسعودية ليست فقط نفطاً واستثمارات وموقعاً جغرافياً، ولكنها موطن العقيدة، ولهذا نرى أن دعوات الفتنة ضد البعد الروحي للملكة أصبحت أكثر خطراً وأشد إيلاماً، وخاصة أنها صادرة من دول وتنظيمات محسوبة على الأمة الإسلامية، وأقصد هنا الترويج ـ الظاهر والمستتر ـ لتدويل الأماكن المقدسة، وكأنها ليست اختياراً من الله عز وجل أن تكون في هذه الأرض الطيبة.. والسؤال هنا: من يحقُّ له منازعة خُدَّام بيت الله في المملكة هذا الشرف؟

الإجابة نجدها في، تلك «الخيريّة» العابرة للحدود والقارات، ومنها المجال الإعلامي، حيث أسهمت السعودية وعلى مدى 6 عقود على الأقل ـ ولا تزال ـ في مختلف مجالات الإعلام وسائله، ولا يعاب عليها ـ اطلاقاً ـ أن تكون لها سياستها الخاصة، أو أن يخدم الإعلام أهدافها، فتلك حال كل الدول، ثم أنها لم تجبر أحداً على تغيير مواقفه بخصوص نظرتها إلى مختلف القضايا، ومن يقول غير هذا مدعياً أنه تأثر بالمغريات المادية أو فرص الشهرة، فهو قد سفه نفسه.

على خلفية كل ذلك، وتفادياً لتوابع الهزات التي يعيشها العالم الإسلامي، وإنهاء لفتنة يُشِيعها البعض، فإنه علينا نحن غير السعوديين أن نتبنّى خطاباً واضحاً، وموقفاً علنياً، من أي حديث ولو كان عابراً يتعلق بمكة والمدينة، وعلى الإعلاميين السعوديين أن يدركوا أنهم ليسوا كأيّ من الإعلاميين العرب والمسلمين، لذلك لا يحق لهم الاستغراق في المحلية، لأنهم وجدوا في أرض تفرض عليهم العالمية، وتلك رسالة كل مسلم، وإن كانت بدرجة أقل.