فاتح عبدالسلام
لا أحد يمكنه أن يتنبأ بفوز رئيس أمريكي بولاية أخرى قبل الانتخابات بسنة ، لكن الانتصار الذي حققه الرئيس ترامب في محاكمة طلب عزله ، منحته تفوقاً عالياً في الساحة الامريكية الداخلية . وفي ضوء ذلك نلاحظ انّ دوائر القرار في اكثر من بلد عربي معني بمَن يجلس في البيت الأبيض ، تتوقع فوز ترامب مهما كانت قوة المنافس الديمقراطي المقبل .
ولعل اسرائيل أكثر المتوقعين بتجديد الولاية الترامبية ويدفعون بهذا الاتجاه ، بعد المنجزات التي حققها لتل ابيب في اعلان خطة القرن للسلام ، لكن من دون اشراك الطرف الثاني المعني بالسلام وهم الفلسطينيون الذين لن يستسلموا لخيارات الطبخات السريعة التي باتت شرر نارها يصيب الأردن والمحيط العربي الأبعد .
الدول العربية المعنية بملف ايران والقضية الفلسطينية على نحو خاص ، تحتاج الى اعادة جدولة خططها وترتيب اوضاعها للانسجام مع الفترة الترابية الثانية المتوقعة . العراق لم ينل من اهتمام الفترة الاولى لترامب الشيء الكثير ، لكن يبدو انّ الفترة الثانية التي تلوح بالافق مؤشراتها وعلاماتها ستجعل من ملف العراق وايران وما فيه من تفاصيل مقلقة لواشنطن .
ويتوقع الخبراء في واشنطن انّ هناك قائمة ثالثة للعقوبات الامريكية تطال شخصيات وربما تشكيلات في العراق في خلال وقت وجيز قبيل الولاية الثانية أو في مستهلها . يمكن القول ان الآتي من خطوات السياسة الامريكية الخارجية سينصب على ملف الخليج بشكل خاص ، وفي انتظار حلحلة الموقف العام إزاء خطة القرن التي باتت التوقعات كبيرة بشأن تعديلها .
كثير من المراقبين يغامرون بالقول ان ترامب الثاني مقبل حتماً.
التعليقات