عبد الله الجسمي

برزت في الآونة الأخيرة إسهامات عدد من الهيئات الشعبية، جمعيات النفع العام والمعاهد في فعاليات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سواء من حيث التنسيق والمشاركة بالفعاليات، أو الإعداد والتخطيط والتنفيذ المشترك للفعاليات والأنشطة الثقافية.

وتأتي هذه البادرة الطيبة من الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب الأستاذ كامل العبد الجليل لتعزيز الشراكة المجتمعية في العمل الثقافي، فالثقافة في أي مجتمع شأن عام لا يقتصر على جهة واحدة فقط، بل لا بد من أن يكون هناك تكامل بين المؤسسات الرسمية والدور الشعبي من أجل الاستفادة من كل الإمكانيات الموجودة، وإعطاء الفرصة للمبادرات الفردية والجماعية والعمل المشترك، والتنوع الثقافي والفكري الذي يسهم في تعزيز التعددية الثقافية في المجتمع.

ومن جانب آخر يمكن من خلال هذه الشراكة التغلب على عدد من التحديات في نشر الثقافة الرصينة، فعلى سبيل المثال نجد الإصدارات المعروفة للمجلس الوطني للثقافة، والتي تلاقي صدى وتوزيعاً كبيراً في كل أنحاء العالم العربي لكن للأسف هناك القلة ممن يتابعونها على المستوى المحلي، وكذلك التغلب على مشكلة العزوف عن القراءة التي نجدها عند قطاع كبير من الشباب الكويتي عبر تحديد الأسباب والعمل على معالجتها.

إن تعزيز الشراكة المجتمعية هو تأكيد للدور الشعبي التاريخي للثقافة في الكويت، فالمبادرات الثقافية والتعليمية في مرحلة ما قبل النفط كانت شعبية بالدرجة الأولى، وحتى تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قبل بضعة عقود جاء من النخبة الثقافية الكويتية لتحويل العمل الثقافي إلى عمل مؤسسي.