فاتح عبدالسلام

‭ ‬الآن‭ ‬،العراق‭ ‬يقع‭ ‬بين‭ ‬زمنين‭ ‬لحكومتين‭ ‬غير‭ ‬فاعلتين‭ ‬،‭ ‬واحدة‭ ‬مقالة‭ ‬والثانية‭ ‬قيد‭ ‬الولادة‭ ‬والتشكيل‭ . ‬

من‭ ‬الناحية‭ ‬العملية‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حكومة‭ ‬بالصلاحيات‭ ‬الكاملة‭ ‬،‭ ‬فالوزير‭ ‬الذي‭ ‬حزم‭ ‬حقائبه‭ ‬ليغادر‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬صالحاً‭ ‬لمتابعة‭ ‬ملف‭ ‬أزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬مثل‭ ‬الفايروس‭ ‬القاتل‭ ‬الذي‭ ‬ابتلي‭ ‬به‭ ‬العراق‭ ‬عبر‭ ‬المسافرين‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬ايران‭ . ‬

أعرف‭ ‬أنّ‭ ‬أجهزة‭ ‬الوزارات‭ ‬ومديرياتها‭ ‬العامة‭ ‬و‭ ‬إدارات‭ ‬المحافظات‭ ‬موجودة‭ ‬،‭ ‬وتعمل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬انحلال‭ ‬فيها‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬العراقي‭ ‬السياسي‭ ‬السيء‭ ‬فرض‭ ‬واقعاً‭ ‬حزبياً‭ ‬مقيتاً‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬العامة‭ ‬للوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تتأثر‭ ‬بدرجات‭ ‬مختلفة‭ ‬حتماً‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬أو‭ ‬تعديل‭ ‬وزاري‭. ‬

هذا‭ ‬الحال‭ ‬سوف‭ ‬يتكرّر‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬لا‭ ‬يمنحه‭ ‬الدستور‭ ‬الدائم‭ ‬قابلية‭ ‬حل‭ ‬المشاكل،‭ ‬فيما‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‭ ‬تتبادل‭ ‬التأثر‭ ‬بما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬هزّات‭ ‬سياسية‭ .‬

العراق‭ ‬به‭ ‬حاجة‭ ‬لتشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬الطوارئ‭ ‬الأعلى‭ ‬ويرتبط‭ ‬برئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬ذلك‭ ‬المنصب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬الصراع‭ ‬السياسي‭ ‬مباشرًا‭ ‬عليه‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬صموداً‭ ‬من‭ ‬سواه‭ ‬في‭ ‬أزمات‭ ‬التغييرات‭. ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬الذي‭ ‬اقترحه‭ ‬هنا‭ ‬ربما‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬تشريع‭ ‬،لكن‭ ‬شرط‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬ثقلاً‭ ‬معيباً‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬الدولة‭ ‬ومشكلة‭ ‬جديدة‭ ‬لجهازها‭ ‬الاداري‭ ‬المترهل‭ ‬،‭ ‬وانما‭ ‬يكون‭ ‬حلاً‭ ‬ويتبنى‭ ‬المعالجات‭ ‬خارج‭ ‬النطاقات‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬الاوقات‭ ‬العصيبة‭ . ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مؤلفاً‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الدوائر‭ ‬الرئيسية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬،‭ ‬ومنها‭ ‬الدوائر‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئية‭ ‬لتفادي‭ ‬حدوث‭ ‬فراغات‭ ‬حكومية‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المصائب‭ ‬العاجلة،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬أمام‭ ‬بلد‭ ‬ضعيف‭ ‬الاستعدادات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬بسبب‭ ‬التناحر‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬تسخيف‭ ‬حتى‭ ‬المعاني‭ ‬السامية‭ ‬للوطنية‭ ‬والانتماء‭ ‬للبلد‭ ‬،الذي‭ ‬وقع‭ ‬ضحية‭ ‬تفاهات‭ ‬المتصارعين‭ ‬غير‭ ‬المنتهية‭ .‬