خالد أحمد الطراح

كان وطنياً حتى النخاع وحليماً وحنوناً مع الجميع، خصوصا مع اسرته الكريمة.. صارماً في قراراته، هكذا عرفت المرحوم عبدالعزيز المخلد ابان شهور قليلة من الغزو العراقي للكويت في 1990، بعد الانتقال من العمل من موسكو السوفيتية الى العاصمة المصرية. فقد كان لاعباً محترفاً في التوفيق بين الاراء وتشكيل نهج وأهداف التجمع الوطني المعروف بالرابطة الكويتية للعمل الشعبي، اصبح الامين العام بالتزكية.. يتحدث في المهرجانات الخطابية بعفوية المواطن من دون ترفع وبصراحة شديدة مع الجميع وعلى المستوى الرسمي ايضا.. كان اباً للجميع خصوصا لمن عمل في لجان الرابطة من الشباب والشابات. كان المرحوم يحضر يومياً الى مقر الرابطة في «اورمان»، بينما كان يطلب مني بصفتي المقرر العام للرابطة توزيع الوقت بين «اورمان» والدقي، حيث كان لنا مقر اخر لاجتماعات اللجان.

ذات يوم وبعد زيادة جرعة الاقاويل من بعض المسؤولين عن انشطة وأعمال معارضة سياسية للشرعية الكويتية في الطائف، تقرر عقد اجتماع للأمانة العامة، حيث جرت مناقشة الافتراءات وتقرر يومها ان يسافر المرحوم عبدالعزيز المخلد الى الطائف للقاء بالأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله ولي العهد ورئيس الوزراء حينذاك. فعلا غادر المرحوم المخلد الى الطائف بعد التنسيق المسبق مع الطائف عبر السفارة الكويتية في القاهرة، حاملاً معه تقارير عن عمل الرابطة وتسجيلات بالصوت والصورة للأنشطة والمهرجانات الخطابية والندوات والتجمعات الجماهيرية المصرية والكويتية تعزيزاً للمقاومة.

كان اللقاء مع الأمير الوالد مثمراً للغاية، فقد وضع هذا اللقاء حداً للأقاويل وعكس الصورة الحقيقية للدور الوطني الذي حمله كل اهل الكويت، سواء الذين انضموا الى الرابطة او تقاسموا الدعم بأشكال مختلفة.. وثقنا كل هذه الاعمال ضمن مجلد رسمي عن كل اجتماع وموقف وندوة وتوصيات لكويت ما بعد التحرير من اطباء ومهندسين وتربويين وغيرهم كثر، ولكنه لم يحظ حتى اليوم باهتمام رسمي! من الاعمال التي ركزت عليها الرابطة بدعم من المرحوم عبدالعزيز المخلد وآخرين من شخصيات بارزة، ركزت الامانة العامة للرابطة على مواجهة اي ظاهرة سلبية للشباب على وجه خاص، فقد تم استبدال التسكع في الشوارع او النوم طوال النهار بأعمال وأنشطة تتناسب مع كل الفئات العمرية من الجنسين وفي مقدمتها التدريب على الاسعافات الاولية بالتعاون مع جهات مصرية.

جمع المرحوم المخلد، بوخالد، بين وظيفة العسكري والضمير الوطني، فقد كان مثالاً يحتذى فيه في مجلس الامة كمواطن وقائد عسكري لحرس المجلس. له صولات وجولات يشهد عليها اعضاء مجلس الامة السابقون وتحديداً رئيس المجلس الاسبق العم أحمد السعدون اطال الله في عمره ومده بالصحة والعافية والأمانة العامة للمجلس، فقد عمل المرحوم بوخالد مع الجميع بروح الفريق الواحد في مواجهة قرارات الحلول غير الدستورية لمجلس الامة..عمل وفكر وخطط كمواطن محب للكويت وشعبها ودستور الدولة ولم تثنه رتبته العسكرية عن تقديم الواجب الوطني. رحم الله بوخالد وأسكنه فسيح جناته. # عبدالعزيز_المخلد_كويت_الدستور.