خالد أحمد الطراح

أصبح ما يعرف بـ«جهاد» الارهابيين هدفاً في الحياة، يلجأ إليه كل من يختل عقله برفع شريعته كفرد تحت غطاء الدين الاسلامي والجهاد، وهو ما يؤكد ان العالم ليس بمأمن من هؤلاء الذين يقتلون باسم الدين حتى لو هدأت من حين الى آخر الساحة، فنشر الارهاب والفزع بين الناس هدف لمن لا هدف له بالحياة! هناك الكثير من الاحداث في العالم التي تؤكد عدم خلو الساحة او عقول كثير من الافراد من مختلف الجنسيات من الغلو واعتناق منهج القتل والإرهاب وإثارة الفزع ليس في الاماكن العامة وإنما في السجون ايضا!

الحادثة التي كشفت تفاصيلها صحيفة التايمز البريطانية عن مجرم مُدان بالقتل ويعيش خلف القضبان في احد السجون في جنوب لندن، تؤكد مجددا ان ثمة بيئة حاضنة للارهاب، فقد تحوّل المجرم الى «جهادي» ضد فرق الحراسة في السجن. بعد حادثة محاولة الاعتداء وقتل السجان، تبيّن ان هناك مجموعة من المجرمين والإرهابيين ايضا تعيش خلف القضبان بهدف «فرض شريعتهم».. يحملون لقب «أمراء السجن»، ويركزون على جذب الاخرين من السجناء الى «شريعة الارهاب الى درجة تشكيل محكمة لهم داخل السجن» لتنفيذ العقوبة على من يعصي الاوامر، اي تعليمات امراء السجن ويرفض الانصياع للأوامر والرضوخ للترهيب!

على الرغم من الحراسة المشددة في السجون الغربية والرقابة على سلوكيات المساجين، فقد برزت اشكال جديدة للإرهاب خلف القضبان وبين المساجين، وربما تبرز ظواهر مثيلة من بين فرق الحراسة والامن في السجن، بعضهم ضد بعض، او ضد المساجين من ديانات اخرى بحجة «الإسلام الجهادي». لذا؛ لجأت بعض الدول الى الاسلوب نفسه الذي لجأت اليه استراليا في وضع المدانين بالإرهاب ومن يدعون «الجهاد» في معتقل حتى بعد انتفاء مدة العقوبة بالسجن، لطالما الجهات المختصة على قناعة بان من يطلق سراحهم لا يزالون يمثّلون تهديداً على امن الدولة، وهو الاجراء الامثل في التصدي للإرهاب والفكر المتطرف والغلو. على خلاف بعض الدول العربية، وتحديدا الكويت، فقد تحفز بعض المسؤولين في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الى الجزم بـ«خلو الساحة المحلية من الارهاب والغلو»، وعدم وجود مؤشرات على ذلك، بناء على «عدم وجود بلاغات من الاهالي عن اي سلوك منحرف لافراد الاسرة»!

اي بلاغ ممكن ان يأتي من اسرة اذا كان فيها فرد واحد او اكثر من المتشددين دينياً اساساً ويحتضنون الغلو في عقولهم؟! لا شك في ان التهاون بالتصريح بهذا الاسلوب يدفع خلايا الارهاب الى التأهب الى شن هجوم بشكل مختلف عن السابق، وحمل ادوات وأساليب جديدة في سفك دماء الابرياء، الى جانب نشر الغلو والفكر المتشدد في المجتمع، وخصوصا بين الفئات العمرية الشابة، فهم يشكلون ساحة خصبة لانتشار سرطان التشدد الديني والتطرف الفكري. ينبغي ادراك انتقال الغلو والتشدد الديني من مرحلة استثنائية مؤقتة الى حالة متطورة وغير مؤقتة منهجياً وفكرياً؛ فالهدف «الجهادي» وتكاثر الجهاديين في بلدان العالم بلغا خلف القضبان!.