أنمار حامد مطاوع

كما يقول المنطق: لو قفز مؤمن وملحد من طائرة، سينجو من يستخدم المظلة. ولو سقطا في البحر -كما يقول الدكتور مصطفى محمود- سينجو من يستطيع السباحة. هذا هو مفهوم المنطق والعقل.. لكن بعض المعتقدات الفكرية على مستوى العالم ترفضه بالكامل؛ سواء معتقدات دينية أو لا دينية. فالاعتقاد بالخرافات والكرامات الخارقة للطبيعة -الميتافيزيقيا- ليس حكرا على أحد، الخرافات الشعبية تجمع أطرافا من كل الشرائح.. حتى الملحدون لديهم معتقداتهم الخارقة للطبيعة التي تتغلب على التعاليم والتعليم. المؤمن يلجأ للعبادة، وغير المؤمن يلجأ لليوغا وتمارين التأمل والشاكرا. هذه الوصفات العقائدية تستحوذ على عقول بعض الخلق أكثر من الحقائق المواكبة للعقل. وربما تكون متوارثة من عبادات وثنية وليس إيمانا حقيقيا بالله سبحانه وتعالى.


مع ظهور تعليمات الوقاية من فايروس كورونا، ظهرت حالات متشددة في تعبيرها عن إيمانها واعتمادها على أن ممارسة الطقوس الدينية تحمي من المرض والعدوى -وربما تفاخر أمام الآخرين بأدائها العبادات الجماعية حتى وإن تعارضت مع طرق الوقاية المتبعة التي طلبت الجهات المختصة من الجمهور التقيد بها- تحت لواء: (العبادات تحمي من العدوى)؛ وهي عبارة يثبت خطؤها دائما؛ خصوصا مع فايروس كورونا سريع الانتشار. هذا تمسّك خاطئ بخرافات شعبية وليس تمسكا بمعتقدات دينية أصيلة.

الإسلام يدعو للعمل والاجتهاد والجد، وينهى عن التقاعس والكسل والخمول. يأمر بالعمل مع التوكل على الله سبحانه وتعالى (وليس التواكل). فالتوكل كما يقول العلماء هو لجوء لله في كل الأحوال والرضا بالقضاء والقدر مع الأخذ بالأسباب.. اعقلها وتوكل. أما التواكل فهو التقاعس والكسل والخمول بعينه.

مؤخرا، حتى مختبرات الطب البديل قامت -خوفا من الدعاوى القضائية- بإصدار بيانات تنصح الأفراد (بالالتزام بتعليمات منظمة الصحة العالمية وعدم استخدام مستحضرات الطب البديل كعلاج لأعراض كورونا).

تحدي سبل الوقاية أمام امتحان قوة المعتقد ليس سلوكا منطقيا ولا دينيا.. بل عواطف عقائدية لا عقلانية تدل على التواكل.. وتتعارض مع التعليم والتعاليم الدينية الصحيحة.