سارة مطر

منذ صباي المبكر ولا زلت أمتن لذاتي أنني كنت دائماً أحاول، لا أتوقف عن المحاولة من أجل التغيير، قرأت مئات الكتب في تطوير الذات، شاهدت الآلاف من مقاطع الفيديو حتى أستطيع أن أتقبل النقد لذاتي.. أمر في غاية القسوة والألم حينما تجبر في مجتمعك على أن تتقبل نظرة الآخرين لك، لا أحد يريد أن يراك كاملاً، لا أحد يريدك أن تتقبل ما أنت عليه، كل مسيرتك وأنت تحاول بشتى الطرق أن تظهر أحسن ما لديك، حتى لا تشعر بكهرباء النقد الذي يؤنبك مع إشكالية شخصيتك.

المنتقدون أنفسهم بحاجة إلى تغيير، بحاجة إلى تطوير، إلى الارتقاء بسلم الإنسانية والتشبع بالمعرفة والثقافة، نحن مليؤون بمشكلة الإفراط في الحساسية، نحن الذين نريد أن نرضي الآخرين على حساب أنفسنا، لدينا شعور قاتل أن ما نعيش عليه يجب أن يكون سماحاً وإرضاءً للآخرين.

كان علي أن أحصي عدد العقد التي عايشتها منذ طفولتي حتى هذه اللحظة، أهمها الخوف من التقدم في العمر، كنت لا أستطيع أن أبوح بعمري الحقيقي منذ أن دخلت بوابة العشرين، الآن وأنا أواجه نفسي أعنفها طويلاً، كيف عشت لسنوات طويلة وأنا أختبئ من حقيقة إظهار عمري الحقيقي، هل هذا بسبب الإعلام وخوف الشهيرات من معرفة الجمهور بأعمارهن الحقيقية المدونة في الأوراق الرسمية؟، هل الإعلام والمشاهير كانوا السبب في أن يحملنا على الكذب طيلة حياتنا ونحن نُزور على الدوام تاريخ ميلادنا؟


قبل فترة وجيزة وصلت للتوافق مع معظم مشكلاتي، ضحكت على خوفي من عيوبي، ضحكت أكثر أنني ظللت لعمر طويل وأنا أقول غير الحقيقة، لماذا علينا أن نخاف وأن نهرب من واقعنا؟