محمد الحمادي

هذه كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكل مواطن ومقيم على أرض الإمارات ولكل إنسان يشعر بالقلق بسبب وباء كورونا الذي اجتاح العالم.

«لا تحملوا أي همّ وواصلوا حياتكم بهدوء وطمأنينة، فحكومة الإمارات ورجالها المخلصون وجنودها المجهولون الذين يعملون بكل صمت وهدوء يعملون ليل نهار حتى لا يشعر أي إنسان على أرض الإمارات بنقص في الدواء والغذاء».

وهذا ما اعتبره سموه «خطاً أحمر»، فالأمن الغذائي والصحي في الإمارات مضمون ولا جدال فيه وهو في أعلى المستويات.

هذا التصريح المهم جاء في وقت مهم، حيث بدأ البعض يتأثر بالشائعات وبأخبار وسائل التواصل الاجتماعي غير الصحيحة، فلم تمر إلا ساعات وأعلنها واضحة سموه بألا تقلقوا فتلك الشائعات غير صحيحة وكل شيء بيد أمينة وتحت إدارته وإشرافه شخصياً.

لا نستغرب هذا التفاعل السريع من سموه واهتمامه الشخصي لتهدئة الناس بعد شائعة نقص الغذاء والدواء، وهو الذي يتابع تطور وانتشار هذا الفيروس منذ اليوم الأول لظهوره، وهو الذي اتصل وتواصل مع دول العالم الصديقة والشقيقة ليطمئن على أحوالها ويعرض عليها أي مساعدة تحتاج إليها، من الصين إلى إيطاليا إلى كوريا الجنوبية والأردن وغيرها، إضافة إلى تواصل سموه مع مدير عام منظمة الصحة العالمية وبيل غيتس للتشاور حول أزمة فيروس كورونا، وعندما علم سموه عن شباب عرب تقطعت بهم السبل في ووهان ولم يعودوا قادرين على العودة إلى ديارهم، أمر سموه بالتنسيق مع الحكومة الصينية لاستقبال أولئك العرب، وأرسل طائرة خاصة بتجهيزات طبية كاملة أحضرتهم جميعاً إلى أبوظبي ليقيموا ضيوفاً معززين مكرمين في مدينة الإمارات الإنسانية التي أنشئت خصيصاً للحالات المصابة بفيروس كورونا.

ولم يتوقف سموه عند ذلك، فحتى إيران لم يستثنها سموه من وقفته الإنسانية في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها شعب إيران الجار، فقلبه الكبير تجاهل كل الخلافات السياسية ووضعها جانباً، ولم يكن أمام عينيه غير شعب إيران المسكين الذي يحتاج إلى المساعدة، فأمر بإرسال طائرة تحمل المستلزمات الطبية الخاصة بفيروس كورونا قبل أسبوع، ومنذ أيام أمر سموه بإرسال طائرة أخرى.

أكيد «ما بنشل همّ» وبوخالد، حفظه الله، يشرف شخصياً على هذا الملف ويتابع تطوراته أولاً بأول.

ومسؤوليتنا كأفراد مواطنين ومقيمين، بعد ما يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ودولتنا، هي أن نلتزم بالتعليمات، وأن نلتزم بعدم نشر الشائعات والأخبار غير الحقيقية وندعو الجميع إلى الطمأنينة والهدوء، والأهم من ذلك أن نلتزم بالبقاء في منازلنا قدر الإمكان خلال الأسبوعين القادمين.. فالبشرية كلها اليوم أمام تحدٍّ حقيقي للحد من انتشار فيروس كورونا، ولن ننجح في ذلك إلا بالالتزام بثلاثة أمور رئيسة، أولاً التزام الجميع بالبقاء في المنزل، ثانياً الالتزام بعدم نشر الشائعات حول المرض، وأخيراً الالتزام بالنظافة الشخصية.