خالد أحمد الطراح

من منا في الكويت او العالم ككل لا يعرف د. عصام البشير، عراب مركز الوسطية الكويتي سابقا، ابان عهد وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الاسبق د. عبدالله المعتوق؟! عصام البشير سوداني الجنسية وحسب ما تردد في وسائل الإعلام بأنه متهم بغسيل الاموال في السودان بحسب الاخبار المتداولة خلال العام المنصرم، ولكن اذا ما جرى صرف النظر عن هذه الاتهامات على الرغم من اهميتها - إن صحت - فسيظل عصام البشير شخصية مثيرة للجدل في الوسطين السياسي والديني وظاهرة استثنائية بامتياز. انعش خبر نشر اخيرا في موقع «شامل نيوز» الاخباري عن «عضوية عصام البشير ضمن مجلس ادارة الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية» التي يترأسها حاليا الوزير الاسبق للاوقاف والشؤون الاسلامية عبدالله المعتوق، انعش الذاكرة عن مؤتمر عقد في لندن في عام 2006.

كنت حينها شاهدا على اعمال المؤتمر، فقد كنت اعمل حينذاك في العاصمة البريطانية، وكان المؤتمر برهانا على البذخ والهدر المتواصلين لمركز الوسطية، وسبق لي نشر سلسلة مقالات في القبس عن مؤتمر لندن، الذي نُظم في احد الفنادق الفاخرة في حي «بيكاديلي» وكل التفاصيل ذات الصلة. كان يفترض حينذاك ان يواصل مركز الوسطية جولاته التي اشبه ان تكون سياحية وليست مهنية الى سفر وفد الوسطية برئاسة الوزير الكويتي الى اميركا بمعية عصام البشير، الى ان جاء خبر «رفض» السلطات الاميركية سفر البشير الى الاراضي الاميركية، وهو ما حال دون سفره ضمن الوفد الرسمي الكويتي الى اميركا. ببساطة، مؤتمر لندن ضم جميع معارف وأصدقاء القائمين على الوسطية الكويتية من شخصيات عربية ذات فكر ديني واحد، بينما لم يدع ممثل واحد عن الكنائس او من المفكرين الاجانب وتحديدا البريطانيين المعنيين بالتسامح بين الأديان!

تأكيدا لذلك، فقد صرح وزير الاوقاف الاسبق يعقوب الصانع في عام 2014 عن وجود شبهات ادارية وهدر في مركز الوسطية، وهو انحراف عن الغرض من انشائه، فضلا عن وجود كتب تتضمن توجهات متشددة وغلوا. عصام البشير كان ايضا محور اهتمام برلماني كويتي في عام 2009 وقبل ذلك ايضا، حيث وردت تفاصيل عما كان يتقاضاه البشير ضمن رد حكومي على سؤال برلماني. تصورت ان علاقة البشير بالكويت انتهت كليا مع مركز الوسطية، بعد كل ما اثير من جدل برلماني واعلامي، ولكني فوجئت اخيرا انه بالرغم من كل ما اثير من تحفظات حول نشاط عصام البشير، فقد عاد من نافذة الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ربما بفضل جهود كويتية اولا ومن ثم عربية ذات توجه ديني واحد واقرب ان يكون حزبياً. الكويت لها دور محوري في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية من خلال رئاسة الهيئة وممول رئيسي لأنشطتها، فهل ستغط الحكومة في سبات عميق على هذه الأخبار؟! من الاجدى ان نبادر بالتنسيق خليجيا وعربيا في مواجهة التجمعات السياسية ذات الاهداف المثيرة للجدل. Volume 0% #بس_مصخت.