محمد الحمادي

من الكلمات التي اختفت من قاموس ومن حياة بني البشر خلال السنوات والعقود الماضية كلمة «التضامن»، أما الآن وبعد أن كانت الحروب والنزاعات والمنافسة على كل شيء هي شعار البشر، أصبح الناس يفكرون اليوم في قيمة يفتقدونها، وأصبحوا بحاجة إليها وهي التضامن.

التضامن في الإمارات نهج دائم يعرفه كل من يعرف دولتنا، ومؤخراً في أزمة كورونا بالتحديد تجلت صورة التضامن بشكلها السامي والكبير، من خلال مبادرة الشيخ محمد بن زايد، باستقبال مجموعة من العرب العالقين في مدينة ووهان الصينية بسبب فيروس كورونا وعدم قدرة دولهم على استقبالهم، ففي الوقت الذي كانت الدول تتحاشى فيه دخول حالات إليها، تضامنت الإمارات مع العالقين وخصصت لهم مدينة أطلقت عليها اسم مدينة الإمارات الإنسانية، ووفرت لهم كل الإمكانات الضرورية، بل ووسائل الترفيه حتى ثبت خلو جميع الحالات من الفيروس، وبمجرد الانتهاء من هذه المجموعة استقبلت الإمارات طائرتين قادمتين من المملكة المتحدة تحملان قرابة 400 طالب كويتي وعدداً من الجنسيات الأخرى.

ولم تكتفِ الإمارات بهذا النوع من التضامن، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما علمت بحاجة صربيا لمعدات طبية لمواجهة الفيروس، إذ أمر الشيخ محمد بن زايد بدعمها بالمواد المطلوبة، ما جعل الرئيس الصربي يصف الشيخ محمد بن زايد بـ«الصديق العظيم»، وقبل ذلك، ورغم الخلاف السياسي المعروف، إلا أن الإمارات أرسلت طائرتين تحملان معدات طبية إلى إيران بعد تفشي المرض هناك.