خالد السليمان


هل ستعود الحياة إلى طبيعتها بعد التغلب على أزمة كورونا ؟! نعم ستعود، فالإنسان بطبيعته يواصل حياته مهما تعددت نقاط توقفها، وعندما أقول ستعود إلى طبيعتها فهذا لا يعني أن تعود إلى ما كانت عليه تماما، بل المقصود أن الإنسان سيستعيد إحساسه بالممارسة الطبيعية للحياة !

مرت البشرية عبر تاريخها بأزمات وكوارث طبيعية وبشرية كثيرة، سطر لنا التاريخ الكثير من تفاصيلها وصورت لنا العدسة بعض ملامحها، وعندما نتأمل آثارها المدمرة في أزمانها نتعجب من قدرة الإنسان على النهوض والوقوف على الأنقاض ليعيد البناء ويمضي لصناعة حياة أكثر تقدما وتطورا !

كورونا الجديد ليس إعصارا ولا زلزالا ولا حربا، والبناء الذي سيعقبه سيكون بناء لشخصية الإنسان وتأثير ما سيخرج به من الأزمة من تجارب وسلوكيات ونمط معيشة وتعلم وعمل، وكذلك بناء لآفاق جديدة في ميادين الطب وعلم اللقاحات وإدارة الأنظمة الصحية !

على الجانب السياسي الذي لطالما كان النقطة الأضعف في شخصية الإنسان، يتوقع كثير من المراقبين أن يشهد العالم حالة من التقوقع الذاتي للأمم والدول والمجتمعات لبعض الوقت لالتقاط الأنفاس والتشافي، خاصة في أوروبا التي تلقت وحدتها ضربة شديدة في هذه الأزمة كشفت ضعف تضامنها وتقطع روابطها في مواجهة التحدي !

جرس نهاية حصة درس أزمة فايروس كورونا الجديد لم يقرع بعد، فما زلنا نتعلم وندرس ونذاكر.. ونستعد للاختبار !