منذ اليوم الأول لاستعدادات دبي لاستضافة معرض إكسبو ونحن نعد العالم بمعرض استثنائي، حدث يحتفل بإنجازات البشرية وتواصل عقولها، منذ ذلك اليوم ونحن ننتظر أن يفتتح الحدث الأروع في العالم أبوابه ليرحب بالعالم على أرض الإمارات، أرض الإنسانية والمصير المشترك للبشرية.

مع تصاعد التأثير السلبي لفيروس كورونا وبعد أن مزق العالم وعزل الملايين، خصوصاً أن هناك من الدول المشاركة ومن لها أجنحتها الخاصة في إكسبو دبي لم تتعاف بعد من فيروس كورونا وما زالت تعاني ويموت من مواطنيها المئات كل يوم، ولهذا جاء الطلب من عدة دول لتأجيل معرض إكسبو، وما كان من دبي إلا أن استجابت للإنسانية وطلبت بشكل رسمي تأجيل المعرض ليتسنى للدول المشاركة تجهيز نفسها وبرامجها للحدث الأروع في العالم.

نأمل أن توافق اللجنة الدولية لطلب التأجيل ليكون إكسبو دبي مكاناً وموعداً للاحتفال؛ احتفال البشرية بنصرها على الفيروس؛ احتفال العالم بالخروج من الأزمة، احتفال الإنسانية بانتصارها على الأنانية بعد أن وحد الفيروس الجهود الدولية في مكافحته، احتفال العالم ببداية تعافي الاقتصاد العالمي، هناك موعدنا لنحتفل في إكسبو ونرحب بجميع دول العالم لتشاركنا الاحتفال.

استجابة الإمارات لطلب الدول المشاركة بتأجيل اكسبو يأتي من إيمان دولتنا بفعالية العمل المشترك لجميع دول العالم ومساندة بعضها البعض للقضاء على فيروس كورونا وتخطي تبعاته السلبية على جميع القطاعات، وأيضاً لنوفي بوعدنا بأن نبهر العالم على أرضنا ونقدم لهم تجربة فريدة تحكي قصتنا؛ قصة دولتنا وقيادتها التي لا تؤمن بالمستحيل وترى في الغد مستقبلاً أفضل للبشرية بقوة تلاحمها وإصرارها على تحسين الواقع الذي تعيشه.

تأجيل إكسبو فرصة أمام العالم ليعيد ترتيب أوراقه ولملمة ما أفسده فيروس كورونا وما خلفه من أحزان على جميع الدول، وسيعطي المجال للدول الأكثر تضرراً بأن تأتي لدبي لتحكي قصتها وقصة كفاحها، لتلتقي العقول وترسم المستقبل؛ مستقبلاً نتمناه الأفضل للبشرية جمعاء.

إكسبو دبي بالنسبة للإمارات ليس حدثًا أو فعالية أو حتى معرضًا، بل هو تاريخ يكتب ويكون شاهدًا على إنجازات دولتنا وما حققته خلال مسيرتها الناجحة، إكسبو قصة نرويها للعالم نعرفهم من خلالها على طبيعة مجتمعاتنا العربية ونبرهن لهم أنها قادرة على استضافة أحداث عالمية بهذا الحجم وبهذه الأهمية.

لذا كان صعباَ أن نتقبل تأجيله، لكن لأننا دولة تؤمن بالفرص وتؤمن بأن مصير شعوب العالم مصير مشترك، يجب أن نكون جزءاً منه ونساعد في أن يكون مصيراً إيجابياً يخلق الفرص أمام العقول الطامحة وأصحاب الرؤى الحالمة، ولن نفوت الفرصة أبداً في أن نبرهن للعالم أن قرار التأجيل ما هو إلا فرصة لتقديم الأفضل.

هكذا تعودنا من الإمارات، نحول الصعاب لإنجازات، وسنضع أيدينا بيد دول العالم لنحول معاً صعاب كورونا لإنجاز للبشرية نحتفل به على أرضنا هنا في دانة الدنيا؛ دبي.

سنترك للجان المنظمة تحديد التاريخ والموعد الجديد لإكسبو دبي ونحن جاهزون دوماً لتقديم أفضل ما توصلت إليه البشرية من تطور، وأفضل ما أنتجته العقول، وأروع ما وصل إليه الإنسان في جميع المجالات والميادين، وهم على أرضنا سنرحب بالعالم بالوقت المناسب لنجعل من لقائنا المنتظر لقاءً تعود فيه البشرية لطبيعتها من التقارب والتواصل الاجتماعي بعد أن أجبرتنا الظروف أن نتباعد جسدياً لنحمي أنفسنا، ولكن عند اللقاء في إكسبو سنتقارب جسدياً وفكرياً لنرسم مستقبلاً آمناً لشعوب الأرض، وسيكون الموعد سانحاً ليكون تقاربنا حمايتنا.

سنحتفل في دبي وستبقى دولتنا أرض الفرح؛ أرض التغلب على الصعاب وكتابة مستقبلٍ مشرقٍ وواعدٍ يملؤه الأمل والطموح والإيجابية، وستبقى إماراتنا منارةً للإنسانية تجتمع فيها العقول لتتواصل وترسم المستقبل الذي نطمح إليه، من أرض الفرص أهلاً بكم، وموعدنا هو إكسبو دبي، لنحتفل بالطواقم الصحية التي أنقذت أرواحنا وأعطتنا الأمل في الحياة لنكرمها على أرضنا.

ونستغل تواجد العالم في الحدث الأروع لنكرم جهود الأطباء وكل من ساهم في القضاء على كورونا، وأيضاً ستكون الفرصة سانحة لمنقذ البشرية مكتشف الدواء للفيروس، هذه كلها فرص وهناك المزيد لنحول لقاءنا فرصة تاريخية تحتفل فيها الإنسانية بانتصارها.