بدأت السعودية تشغيل رحلات جوية لنقل الآلاف من مواطنيها العالقين في الخارج، وهناك أنباء عن تجهيز أكثر من ١١ ألف غرفة فندقية لتطبيق إجراءات الحجر على العائدين !

الغالبية سيعودون على مراحل من دول تعاني من تفشي الوباء كبريطانيا وإسبانيا وفرنسا وأمريكا، ورغم أن السفارات السعودية في الخارج عملت في الغالب على أن تكون إقامتهم في فنادق معزولة وتأمين احتياجاتهم في غرفهم، إلا أن مسؤولية الدولة تجاههم ستستمر طيلة فترة الحجر اللازمة عند وصولهم في فنادق فاخرة تلبي كافة احتياجاتهم !

لا أظن أي دولة في العالم بالإضافة لبعض دول الخليج فعلت ذلك مع مواطنيها، اعتناء بالإقامة والإعاشة في الخارج وتكفل بنفقات العودة وحجر في غرف الفنادق عند العودة، فمعظم الدول عرضت على مواطنيها في الخارج تأمين رحلات العودة لكنها اشترطت عليهم دفع تكلفة ذلك أو اعتبرته دينا يتم سداده لاحقا، وعند العودة يتم الحجر في مراكز إيواء متواضعة !

هذا التصرف من المملكة وبعض دول الخليج ليس مفاجئا وليس الأول من نوعه، فقد اعتنت الحكومات الخليجية بمواطنيها في الخارج دائما خلال الأزمات وعند مواجهة الكوارث، ودول تعتني بمواطنيها جيدا في الداخل لن تتخلى عنهم في الخارج !

هل علمتم الآن لماذا اعتبر الوزير الجبير أن حقوق الإنسان تتمثل في اهتمام الحكومات بتقديم التنمية لمواطنيها والتعليم الجيد والرعاية الصحية المجانية، حيث يشعر المواطن بأنه لا يواجه الحياة وحيدا !

في هذه الأزمة التي أصبحت فيها إجراءات المملكة وقصص عنايتها بمواطنيها مضرب المثل يرفع المرء رأسه لأنه سعودي!