كثيرا ما تتردد مقولة إن طريق النجاح ليس مفروشا بالورود.. والحق أن هذه المقولة صحيحة 100 في المائة، فالنجاح الحقيقي لا يأتي عادة إلا بعد صراع مرير مع الفشل، فالخصائص التي تؤهل الإنسان إلى أن يكون ناجحا لا تشترى بأبخس الأثمان، وإنما تتأتى بعد خوض كثير من العقبات والمشكلات التي يتم تجاوزها بالصبر والعزيمة والإرادة والتصميم.. ابن الجوزي - رحمه الله - في كتابه الشهير - صيد الخاطر- يشرح ذلك ليؤكد أهمية الصبر في حوار طريف متخيل بين الماء والزيت، ذلك أنهما كلما اختلطا في إناء ارتفع الزيت على سطح الماء فقال الماء للزيت مستنكرا، "لم ترتفع علي وقد أنبت شجرتك؟ أين الأدب؟ فرد الزيت، لأني صبرت على ألم العصر والطحن، بينما أنت تجري في رضراض الأنهار على طلب السلامة وبالصبر يرتفع القدر"...إن تجارب البشر على مدى الأزمان أثبتت أن معظم الناجحين في حياتهم، لم يصلوا إلى ذلك إلا بعد أن مروا بمحطات التعب والفشل بل واليأس أحيانا، ولكن لكونهم يحملون بين جوانبهم إرادة قوية فهم لم يستسلموا ويطيلوا الوقوف في هذه المحطات، بل عدوها كمحطات وقود توقفوا عندها قليلا لالتقاط الأنفاس والتزود بالوقود ومن ثم معاودة الانطلاق.. فالفشل هو الفرصة الوحيدة التي تتيح لك البدء من جديد على نحو أكثر ذكاء.. هل سمعتم بفردريك سميث أنه طالب جامعي عرض فكرة مشروعة خلال حصة إدارة الأعمال لكنه تحصل على أسوأ نتيجة بين زملائه.. كانت فكرته تتمحور حول طريقة لنقل البضائع ليلا لتصل إلى صاحبها في صباح اليوم التالي.. لم يبال سميث بدرجته الضعيفة وآمن بفكرته لينشئ شركة فيدكس التي بلغت أرباحها عام 2016 نحو ملياري دولار.. أما سوشيرو هوندا فقد تم رفض طلبه للعمل في شركة تويوتا ما دعاه إلى صناعة دراجات نارية بسيطة في بيته ليبيعها لجيرانه الذين شجعوه على إنشاء شركة أسماها شركة هوندا لتحتل المركز الأول في العالم في صناعة الدراجات بمبيعات سنوية تجاوزت 3.95 مليار دولار عام 2016.. وأجدها هنا فرصة لأحيي مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك الخيرية" والقائمين عليها لإقامتهم ملتقى كان عنوانه "لنتعلم من الفشل"، الذي سلط الضوء على مشاريع تجارية بدأت ثم فشلت وتعرض أصحابها إلى التعثر مرة تلو أخرى حتى استطاعوا تحقيق النجاح.