وسط اتباعك كل الإجراءات الصحية والاحترازية بصرامة وقوة عليك أن تقتنص كل أشعة الضوء المرحة وسط ظلام كورونا الدامس؛ لتعيش في سكينة وأمان. وهو ما لمسته في كتابات وأفعال كثير من الأشخاص من مختلف شعوب العالم التي جمعتها محنة الوباء القاتل؛ فولدت ابتساماتهم من شر البلية الذي يضحك، طمعًا في ضحكة صافية من القلب، مثل الرجل الإسباني الذي استعان بطائرة صغيرة بدون طيار لإرسال المناديل الورقية وطعام دليفري لصديقه وقت الحظر. وشاهدت فيديو لسيدة إيطالية ذهبت للتسوق، وبعد عودتها، وقبل دخولها المنزل، عاملها أقاربها كسجادة متسخة منذ سنوات، ونظفوها بكثير من المنظفات والمعقمات لتطهيرها عن بُعد. والبعض علق بأنه من هول ما نرى، وفي نهاية العام قد نشهد عودة الديناصورات. وبعضهم كتب أنه من فرط استخدام زوجته المطهرات في المطبخ أصبح معقمًا ومؤهلاً لإجراء عمليات قلب مفتوح.

وبعد أن أشارت الصين إلى اكتشاف علاج لكورونا مستخرج من مرارة الدب الأسود علق أحدهم: «إذا كان خفاشًا نفخ البشرية كلها فماذا يفعل بنا الدب الأسود؟!».. بينما غرد أحدهم بعد انتشار الوباء في إيطاليا: «يجب أن نغلق كل الطرق المؤدية إلى روما»، بينما ردد آخر: «جاء الوقت الذي نحمد الله فيه أننا لسنا مثل أوروبا وأمريكا في انتشار الوباء»، بينما فسّر آخر تغيُّر طعم الأكل الدلفيري مؤخرًا بالتزام الطهاة بالإجراءات الصحية وارتداء القفازات. وأشار إلى أنه قريبًا سينتهي كورونا، ويعود الطعم الأصيل لسابق عهده محمَّلاً بكثير من الميكروبات!! وقال أحدهم: «ظننا أنه بحلول عام 2020 سنستخدم الطائرات في التنقل بين الأزقة والشوارع، وربما نصادق بعض الكائنات الفضائية من الكواكب الأخرى». وآخر قال: «لم نتخيل أبدًا أننا سنتعلم من جديد غسل الأيدي جيدًا، وهو ما علمه لنا ديننا الحنيف منذ أكثر من 1400 عام». وكتبت امرأة متزوجة أنها لم تتعجب من ملاحظة زوجها بعد الحجر المنزلي أن سجاجيد المنزل لا تتوازى مع خطوط الطول والعرض؛ لأنها تقدر جيدًا معاناة زوجها من التزام المنزل بعد آلام إغلاق المقاهي والاستراحات التي يعاني منها حاليًا، وهي تعادل بالنسبة للرجال آلام طلق الولادة أربع مرات عند النساء. وأخرى هددت بأنه إذا طالت مدة الحظر أكثر من ذلك سوف تتزين وترتدي ملابس السهرة لتزور الثلاجة؟

هذه بعض الكتابات التي مرت من أمامي فابتسمت، وأحيانا أضحك؛ لذا ابتسموا واهزموا الوباء!