لم تكن خطوات وزارة التربية والتعليم منذ بدء الظروف الراهنة المصاحبة لتفشي فيروس (كوفيد 19) المستجد خطوات ارتجالية مرتبكة أو وليدة حالة طارئة حلت في مختلف دول العالم.
بل كانت خطوات مدروسة كانت الوزارة قد استعدت لتطبيقها منذ سنوات في سياق سعيها الحثيث، للاستفادة من التقنيات التكنولوجية المتقدمة وتوظيفها خدمة لأغراض التعليم .

وذلك تحقيقاً لأهم محرك من محركات العمل الحكومي في دولة الإمارات العربية المتحدة القائم على استشراف المستقبل، وتسخير كل الإمكانات لتطوير وتدعيم المنظومة التعليمية في الدولة لجعلها من أفضل النظم التعليمية على مستوى العالم.

شراكات متنوعة مع أبرز بيوت الخبرة العالمية دشنتها وزارة التربية والتعليم منذ إطلاق منظومتها التعليمية المطورة تحت مظلة المدرسة الإماراتية استهدفت مزودي الحلول التعليمية المطورة الأكثر فعالية على المستوى العالمي، هدفت إلى خلق منظومة تعليمية ذكية موازية لمنظومة التعليم التقليدية في الدولة حرصت من خلالها وزارة التربية والتعليم على إضافة بعد آخر للتعليم الإماراتي الحديث إيماناً منها بأهمية تأهيل الأجيال المقبلة للمستقبل.

وتمكينهم من المساهمة الفاعلة في صناعته، فنحن نؤمن بمقولة قيادتنا الرشيدة التي ما انفكت تؤكد أن المستقبل يصنع ولا يُنتظر قدومه بلا حيلة وبلا جهد حقيقي، فمن حق الأجيال المقبلة العبور لآفاق أوسع للمستقبل وعلينا واجب تمكينهم من ذلك.

وفي هذا الإطار وتأسيساً على ما تقدم جاءت منظومة التعليم الذكي التي انبثق عنها التعلم عن بعد لتكشف عن قدرات وزارة التربية والتعليم، التي تحظى جهودها باهتمام ودعم سخيين من قبل القيادة الرشيدة التي استثمرت في تكنولوجيا التعليم منذ ما يقرب من عشر سنوات وجندت خيرة أبناء الإمارات للمضي قدماً في تقدم التعليم بالدولة وإكسابه المزيد من الأدوات الريادية، التي ينعكس أثرها بشكل إيجابي على جودة مخرجاتنا التعليمية الآن وفي المستقبل.

العبور للمستقبل هاجس كل المجتمعات والحكومات، لكننا في دولة الإمارات العربية المتحدة تميزنا عن غيرنا في تحديد الحد الفاصل بين الحاضر والمستقبل بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة، واستشعاراً لقرب دنو الأخير عملت حكومتنا على تأهيل كل القطاعات ومن بينها قطاع التعليم للتعامل مع المستقبل وأدواته، فدائماً ما تنتج الأزمات مراحل جديدة وتحديات متجددة تتصل بقدرتنا على التعامل معها وفهمنا لطريقة عملها، وخير دليل على ذلك الأزمة الراهنة التي فرضت واقعاً جديداً في مختلف مجالات العمل.

«الإعداد لمنظومة تقنية جديدة للعمل الحكومي لما بعد الأزمة» كلمات قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي ترأسه سموه مؤخراً.

وبدورنا وكوننا جزءاً من هذا الواقع أخذنا تلك التوجهات وعايشناها فعلاً على أرض الواقع وتحول جنود ميداننا التربوي من معلمين وطلبة إلى شهود على هذا الواقع الجديد وذلك تأكيداً على مقولة سموه إن عالم ما بعد «كورونا» يحتاج إلى استعدادات مختلفة لأنه سيكون مختلفاً، لذلك جاءت منظومة التعلم الذكي التي طبقتها الوزارة مع بدء أزمة «كورونا» بمثابة خطوة في المستقبل.