في اخر تصريح صادر عن الجبهة الوطنية المدنية (موج) يدعو السيد المتحدث باسمها الى اجراء انتخابات مبكرة نزيهة وشفافة......الخ والى محاكمة قتلة المتظاهرين السلميين وتعويض المتضررين..... الخ وايضا التصريحات الصادرة عن الناطق الرسمي للحراك الشعبي الوطني حول المشاركة في السلطة ومحاسبة قتلة المتظاهرين .....الخ وهي مطالب عادلة ومشروعة وتستحق كل الدعم والتأييد الوطني لتحقيقها
المؤسف وبقدر تعلق الامر بالتجمع الوطني (19 حزب وتكتل سياسي) من بينها الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديموقراطي الكوردستاني والتجمع الجمهوري العراقي وحزب الامة العراقي وحزب الخيار العربي .....الخ ، حتى مع وجود الديموقراطي الكوردستاني لم يمر حسب التصريح ولا مرور الكرام على الازمة المستعصية بين أربيل وبغداد والحصار الاقتصادي على كوردستان وقطع ارزاق مواطنيها وحرمان موظفي الإقليم من رواتبهم ناهيك عن حملات التعريب والتهجير(كركوك على سبيل المثال لا الحصر) ابتداء من 16/أكتوبر/2017 واقحام القوات المسلحة العراقية في تعارض كامل مع الدستور الاتحادي لإعادة احتلال اكثر من 51% من أراضي كوردستان ظلما وعدوانا لا غير.

المؤسف ان القوى المؤتلفة في التجمع الجبهوي هذا ورغم تعاون الحزب الديموقراطي الكوردستاني معها واستعداده لحل كافة المشاكل انطلاقا من مبادئه الوطنية الديموقراطية وشعاره التاريخي (على صخرة الاتحاد العربي الكوردي تتحطم مؤامرات الاستعمار)، فان هذه القوى العربية لم تفكر لا بالوضع الكوردستاني (ثاني اكبر قومية رئيسة في البلاد) ولا الماسي التي يعيشها المواطن الكوردي نتيجة السياسات العنصرية العدائية للدولة العراقية ولا حتى الاخذ بنظر الاعتبار التهديدات الخطيرة من عودة الإرهاب الدولي.

السؤال الذي يفرض نفسه هو إذا كان هذا هو موقف القوى الوطنية والديموقراطية التقدمية العراقية من الوضع والمسألة الكوردستانية وتنكرها او على الأقل تناسيها لاي سبب وضع إقليم كوردستان فأي امل هناك في وحدة وطنية حقيقية وعراق موحد قائم على أسس العدالة والمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات؟

ان أحد اهم أسباب خيبة الامل الكوردستانية في الدولة العراقية هو ان لا طرف عربي (سني او شيعي) من أي اتجاه سياسي يأخذ المطالب الكوردستانية المشروعة بروح التآخي الوطني والالتزام بالقيم والمبادئ التي تدعو الى احترام الانسان وكرامته وحقوقه المشروعة وكانت جل المواقف مكرسة لتجاوز مرحلة الضعف وما ان تشعر بالقوة حتى تعاود ممارسة نفس النهج السابق من تعريب وتهجير وترحيل وابادة جماعية لاستعادة (الشمال الحبيب !!!) وحسب المثل العراقي (يتمسكن حتى يتمكن).

هكذا دولة ونظام وفكر لا يمكن ان يبني وطنا للجميع ولا دولة المواطنة والحقوق والمساواة ولذلك، بالإضافة الى العديد من الأسباب التي طالما ذكرتها في كتاباتي السابقة، فان التقسيم الودي هو الحل الأمثل حقنا للدماء وحماية للبقية الباقية من العلاقات الإنسانية العربية الكوردستانية وهو ليس بالأمر المستحيل والخارق وخارج قوانين السماء والارض والامثلة القريبة كثيرة في هذا المجال ( التقسيم الودي بين الجيك والسلوفاك مثالا) فهل من يسمع قبل تجدد الاحزان والماسي والضحايا المدفونين احياء في صحاري الجنوب من المواطنين الكورد ....عسى ولعل؟


[email protected]