خالد أحمد الطراح

#فيروس_كورونا_المستجد أساليب الحياة والسلوك الفردي عندنا في الكويت والعالم اجمع باتجاهات سلبية وايجابية حيناً ومضحكة وكئيبة حيناً آخر، ولكن من الممكن ان تأتي جميعا في آن واحد.. فقد فرض هذا الفيروس الخفي عالما جديدا مصحوبا بتحديدات مختلفة.

فقد بات الخيار الوحيد امام البشرية التعامل مع الحياة مع كورونا من خلال تكنولوجيا التقنيات المتطورة من تطبيقات ومواقع الكترونية بهدف التسوق وقضاء الاحتياجات الاساسية والترفيهية والرياضية ايضا.. فقد نشط الذكاء التجاري والتسويقي من خلال نوافذ تكنولوجية، لم تكن رائجة بكثافة بين الناس مثل اليوم، من اجل البقاء بعيدا عن نيران كوفيد- 19، وفقاً للإجراءات الوقائية الصحية.

وكالعادة، انتهز البعض في البلدان العربية لإطلاق دعوات التحسب على بعض زعماء العالم الغربي، وكأن العالم أمام حرب عالمية جديدة وليس أمام تحد صحي وطبي، نال من شعوب كل دول العالم من دون اي استثناء، وهو غالباً ما يكون من ردود الفعل العفوي، فمشاعر العزلة والفراغ والضجر تدفع الفرد الى عودة الأوهام وانتشار نزعات الانتقام من وباء عالمي من خلال نوافذ سياسية ودينية! ليس من المناسب توجيه اللوم والعتب او التفسير والتحليل، فالناس عامة لم يتوقعوا ان يكونوا في مواجهة عزلة اجبارية نتيجة متطلبات التباعد الاجتماعي والانتظار بفارغ الصبر لعودة الحياة الى طبيعتها.

في تقديري، ان المجتمع الاكثر تأثرا في هذه الظروف هو المجتمع الاستهلاكي الذي ارتبط بالترفيه عن النفس بالتسوق والانتقال من مطعم وكافيه الى آخر يومياً وتفضيل قضاء معظم الوقت خارج المنزل، بدلا من الاستفادة من الوقت مع أفراد الأسرة في انشطة جماعية.

لا شك ان ثمة انعكاسات سلبية وايجابية ستبرز بعد كورونا، من الصعب التنبؤ بطبيعتها وكثافتها، فلكل مجتمع خاصيته، لكن من المحتمل جدا ان يؤدي الحظر الجزئي او الشامل الى بروز ظاهرة الصدام بين افراد الاسرة والأزواج والاكتئاب ايضا، فيما قد تُولد عقول ونفوس افضل نقاوة من قبل.

بينما سيزداد تهافت الافراد - بصرف النظر عن الجنس والفئة العمرية - في كثير من بلدان العالم على المحظورات لقتل الاوقات المملة، وهي ظاهرة لا شك انها ستتضح ملامحها قبل وبعد كورونا. ولا استبعد ايضا انتشار السمنة عند الاطفال والكبار بسبب الافراط في الأكل وغياب خيارات الرياضة الخارجية والحركة الاعتيادية.

الزميل إياد أبو شقرا من اسرة صحيفة «الشرق الاوسط» الدولية غرد اخيراً بالتذكير بحادثة تاريخية حين «انتشر وباء الطاعون في 1665 وأغلقت جامعة كامبريدج ابوابها.. اسحق نيوتون، احد اشهر طلبتها، استغل فترة وجوده في بيته لتطوير حساب التفاضل والتكامل (الكاللكولوس)».

طبعا، من الممكن ان تنطلق ابتكارات ايجابية جديدة في زمن كورونا اذا ما استغلت الحكومات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في توفير مناخ مناسب لنوافذ ثقافية وعلمية من اجل تطوير الذات والمجتمع ككل.