لا عجب أن تتناول منصة مصدرها قناة الجزيرة على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو ترويجيا تمجّد فيه قاسم سليماني وتصفة بأنه أحد الرموز وبمهندس المعارك! أن تقوم الجزيرة بالنشر عن حياة «جنرال الفوضى» قاسم سليماني وكأنها سيرة عطرة ومسيرة مباركة يعني أن الجزيرة بكافة أفرعها تحولت لمجرد فرع من فروع الإعلام الحربي لميليشيا الحرس الثوري الإرهابية وداعمة لمنهجه وعقيدته وخير دليل على ذلك احتفاء وكالة أنباء فارس بشقيقتها قناة الجزيرة بعد وصف الأخيرة القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بالشهيد!

لقاسم سليماني جرائم كبيرة في المنطقة لا يتسع المقال هُنا لذكرها بدءا من العراق عقب سقوط نظام صدام حسين عبر تشكيل فيلق بدر وجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، مروراً بسوريا إلى لبنان ودعم ميليشيا حزب الله التي تغولت على الدولة هناك ومشاركة الحشد الشعبي في معارك داعش، فالمجرم ⁧قاسم سليماني⁩ الذي أشرف وخطط للعديد من الجرائم والاغتيالات السياسية في الدول العربية والذي سعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح إيران، ومن اغتيال أعدائه إلى تسليح حلفائه كان سليماني يعمل كوسيط أحيانا وكقوة عسكرية أحيانًا أخرى، كما وعَمل لأكثر من عقد على توجيه الشبكات المسلحة داخل العراق، وبناء قوة ميليشيا حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن، إضافة إلى دعم فصيلي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.

مسيرة سليماني حافلة في سفك الدماء كما أن بعض الإيرانيين أنفسهم يكرهون سليماني ويخافون من بطشه إلا أنهم لم يستطيعوا الاعتراف بذلك بشكل صحيح.

وهُنا يكمن الجواب حول لماذا تريد دول المقاطعة من قطر إغلاق رأس الشر قناة (الجزيرة)

فقد كان حريا بقناة الجزيرة إزاحة الستار عن جرائم قاسم سليماني بدلاً من نسج هالات من التمجيد الزائف، لذا فلا يوجد مجال للشك بأن الجزيرة وأفرعها ما هي إلا امتداد لنظام إيران الناطق بالعربية بدلاً من الفارسية.