تذكروا أن هذا اليوم يصادف الذكرى الثالثة لمبايعة (قائد التغيير) الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، ليفجر بقوة هذا التغيير بالتزامن بين مبايعة سموه، وبدء ممارسته لمسؤولياته، وإلى أن حلت الذكرى الثالثة، فقد تغير وجه المملكة، صورتها في الداخل والخارج، وإنجازاتها الكبيرة إلى ما هو أفضل وأجمل بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

* *

تذكروا أيضًا، أنه تم خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة التي مضت تحقيق إنجازات جديدة غير مسبوقة ومبهرة، وأخرى من عهود سابقة تم استكمالها لتضاف إلى إنجازات هذا العهد، دون أن يتوقف أو يستكين العمل الإصلاحي لسموه الذي أبرز شخصية المملكة على نحو ما هي عليه الآن، وجعلها دولة عظيمة بحق وحقيقة، مثلها مثل الدول الكبرى، وعلى قدم المساواة مع دول مجموعة العشرين.

* *

فقد قاد الأمير محمد بن سلمان بتوجيه من الملك سلمان كل هذا التغيير، والتحديث، والتجديد، وطرح المبادرات، والرؤى، والأفكار، والتدقيق، والمراجعة، للوصول إلى ما وصلت إليه المملكة الآن. وقد تم هذا التغيير من خلال دراسات، واستقصاء، ومراجعات، وأبحاث، وفي احتماء جميل بمظلة رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 .

* *

في عهد الملك سلمان، وبمشروع انفتاحي حضاري طموح ومدروس قاده الأمير محمد بن سلمان مشروعية السماح للمرأة بأن تقود سيارتها، وأُتيح للمواطنين والمقيمين أن يتمتعوا بجودة الحياة، فسُمح بالترخيص لفتح صالات للسينما، وإقامة حفلات غنائية، والتوسع في مجالات الترفيه، وإعطاء المرأة ما كانت تطالب به من حقوق، ضمن سلسلة طويلة من المبادرات التي غيرت نظرة العالم إلى المملكة، وحمتها من الشامتين، ومن كان ينتقدها عن حقد، وحسد، وعلى غير حق.

* *

من بين الإنجازات، مما لا يمكن حصرها في زاوية قصيرة، إقامة المشروعات العملاقة، ضمن الاهتمام بتنويع الاقتصاد، وعدم الاعتماد على النفط، كمصدر دخل وحيد، الاستثمار بالسياحة، وإقامة مشاريع نيوم، والقدية، والبحر الأحمر، والذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، بفتح المجال أمام من يرغب بزيارة المملكة على الأجانب بحصوله على تأشيرة الدخول من المطارات الداخلية، دون الحاجة إلى حصوله عليها من السفارات.

* *

وجاء طرح جزء من شركة أرامكو للاكتتاب الذي لم يكن ليتم، وقد كان الانطباع أن المساس بها من المحرمات، لولا شجاعة الأمير، وحرصه على الشفافية، بعد أن كانت أعمالها تحاط بالسرية، ما يجعل من هذه الخطوة إلزاماً لإعلان ميزانياتها أمام الملأ، وهي خطوة تظهر إلى أي مدى يفكر الرجل الذي لديه من الأفكار البناءة ما يريد إنجازها قبل أن يموت كما صرح بذلك سموه ذات يوم.

* *

ولا يمكن فصل ما يقوم به ولي العهد، في استلهام أفكاره وتوجهاته عما يشجعه عليها الملك سلمان، انطلاقًا من ثقته في قدرات سموه، ومن أنه ما كان ليختاره لهذا المنصب، وفي هذه السن المبكر من عمره، لولا أنه وجد فيه من الكفاءة والإخلاص والجدية في العمل ما يؤهله ليكون موضع ثقته.

* *

هذه المناسبة بكل أبعادها، وبما تحمله من صور، ومشاهد، وقرارات، وابتكارات، ومبادرات، يقودها وينجزها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هي ثمار هذا التوافق، والانسجام في التوجهات، والرؤى، بين المسؤول الأول، والمسؤول الثاني، في مملكة الخير، والبناء، والتاريخ المشرق.