توقف العالم فجأة. واختفت من أجواء العواصم الكبرى سحب الدخان الناتج عن الازدحام. وتوقفت حركة الطائرات وأقفلت المطارات. حتى الأسماك تكاثر في البحر بعد صمت آلة الصيد. عادت العصافير تغرد على الأشجار. وبدت الطبيعة في أبها وأجمل صورها. كل ذلك حدث عندما توقف العالم. عالم المال والصناعة والنقل، وغدا الإنسان في سكنه قابعاً.

البعض يتساءل لماذا يتوقف العالم ؟ وهل خيار التوقيف هو الأفضل ؟ وهل هناك فاعل أو يد خفية وراء ذلك التوقف ؟ هذه الأسئلة وغيرها تقود وتوصل الباحث إلى عدة نظريات.

النظرية بشكل عام يقصد بها أي رأي أو فرضية، ينبني ويقوم على ظاهرة أو ظواهر ترجح مقترحاً ما كسبب لهذه الظاهرة. وذلك بخلاف النظرية في المجال العلمي التي تقدم مقترحاً لشرح ظاهرة أو ظواهر معينة والتنبؤ بأحداث مستقبلية.

أرى أن هناك من أطفأ محرك العالم ليعيد تشغيله. وتوجد مصلحة في وقف وإعادة تشغيل Restart للعالم. عندما يحدث خلل في جهاز المحمول أو الكومبيوتر نقوم بإطفاء الجهاز ومن ثم إعادة تشغيله. هذا ما حدث في العالم.

هذه النظرية التي أسميها إعادة تشغيل العالم. تقوم على عدة أسباب يطول بحثها في هذا المقال. غير أنه يمكن تلخيص أهم الظواهر التي استندت إليها في التالي:

١- بلغ إجمالي ديون العالم ثلاثة أضعاف الناتج العالمي. أي أن العالم مدين بأكثر مما ينتج. الأمر الذي يتطلب إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي وإعادة ترتيبه على أسس جديدة.

٢- النمو والازدهار يحصل بعد الحروب والأوبئة. وعادة ما تعيد التوازن وذلك من خلال قيام الدولة المنتصرة بالاستيلاء على الفائض والتراكم بين العالم. وهذا ما تقول به النظرية المالثوسية. الصراعات على «الفائض المالثوسي». إن الحرب العالمية الثالثة هي حرب ناعمة. تستخدم فيها القوى الناعمة بكافة أشكالها. وقد شنت أمريكا والغرب في السنوات العشرين السابقة العديد من الحروب الناعمة.

٣- الصراع الاقتصادي مع الصين على صدارة العالم. يتطلب إعادة تموضع الشركات الأمريكية في إندونيسيا وأماكن أخرى. والنظر في البدائل يستوجب مثل هذا التوقف في الإنتاج وإيقاف حركة الاقتصاد.

٤- التنبؤ بحدوث الجائحة أو الوباء من قبل أكثر من رئيس أمريكي سابق، ومن قبل العديد من الشخصيات العامة. بالإضافة لكثير من الأفلام والمسلسلات التي تدور حول مثل هذه السيناريوهات.

نعم لقد تم إطفاء محرك العالم وهو الاقتصاد. كما تم التحفظ على البشر في بيوتهم. حتى يتمكن العالم من إعادة تشغيل العالم من جديد.