بائع الورد ليس رومانسيا، لكنه يبحث عن لقمة العيش ليطعم أسرته، والمهرج الذي ملأ وجهه بالألوان وارتداء الملابس المخططة والمرقطة والواسعة، حتى يضحك المشاهدين، ويقفز الأطفال فرحا من حركاته البهلوانية وخفة دمه، قد يراجع طبيبا نفسيا لأنه يعاني اكتئابا شديدا.

هناك دائما وجه آخر للصورة، الساذجون فقط يكتفون بوجهها الأول! لا تحكم على الأشياء من الوهلة الأولى، سواء سلبا أو إيجابا، ولا تنخدع بالأضواء المحيطة لبعض الشخصيات العامة أو المتميزة، قد ترى السعادة ظاهرة على وجوههم! عند تلك الصورة وقت التقاطها لهم، ولا تجدها عند اختفاء الكاميرا، حتى المصور لا تهمه ابتساماتهم، بقدر أن تخرج الصورة بشكل جميل.

حتى في التاريخ القريب والحديث تجد من الشعراء من كتبوا عن الشجاعة وهم جبناء، وأدباء كتبوا عن الكرم وهم بخلاء، أحيانا يدفعنا الرزق لفعل حاجات لا نستلذ بها.

- المعلم ليس بالضرورة صاحب رسالة.

- والطبيب ليس ملاكا.

- وصاحب الشهادات العليا ليس بالضرورة أن يكون مثقفا وصاحب أخلاق دمثة ومميزة.

- وبعض الأميين الذين لا يعرفون توقيع أسمائهم، قد يكونون أكثر ثقافة وحصافة وأدبا.

- والعاصي قد يحمل في قلبه إيمانا كبيرا ولكن لم يجد من يأخذ بيده.

هناك وجه آخر للصورة التى رأيتها، فالمرآهة لا تعكس الجمال الذي في داخلك، ولا تظهر معاناتك وآلامك في الحياة، هى عاكسة لمظهرك الخارجي فقط، لذلك لا تصدق كل ما تشاهده، حتى لو انبهرت العين وأعجبت، فقد قيل، العين خداعة تريك الشمس بحجم الرغيف.

كل ما في الأمر أنني أردت أن تروا الصور بشكل آخر، وتفتحوا أعينكم حتى لا تخدعكم الصورة التى ترونها.