احتضنت الكويت، وطناً وشعباً، على مدى سنوات بعد تحرير الكويت من الاجتياح العراقي لها شعاراً وهو «لن ننساكم»، تعبيراً عن الأسرى والمفقودين الكويتيين نتيجة غزو الكويت من النظام المقبور صدام حسين في الجارة العراق.

لم يتوان الشعب الكويتي عن الوقوف صفاً واحداً في رفع شعار «لن ننساكم» وترجمته حتى يومنا هذا، فشهداء الكويت الابرار هم في ضمير كل مواطن كويتي وإنسان ضد الأنظمة الدكتاتورية والدموية واغتيال الروح البشرية وسلب الحريات.

الجائحة #كورونا_19 قد تستمر اكثر مما هو متوقع، مما يعني دون ادنى شك انه ستكون لدينا حقبة تاريخية في العالم.

فقدنا في الكويت كما في العالم من هم أحباء لنا وقريبون الينا الى جانب من لا نعرفهم، ولكنهم من الصفوف الامامية، الذين ضحوا بأنفسهم في مواجهة العدو الجديد المدعو #كورونا من جنسيات مختلفة ومواطنين ايضا.

لن ننسى هؤلاء، ويظل كل فرد من هذه الكوكبة البشرية في وجدان الشعب الكويتي، ومن ضمن صفحات التاريخ الحديث للدولة.. ندعو للجميع بالرحمة وان تظل ذكراهم العطرة خالدة في ذاكرة الوطن والمواطن على مدى التاريخ.

في مثل هذه المحن والتحديات، ينبغي علينا ألا ننسى ايضا روح التطوع الجبارة التي ولدت من رحم المجتمع الكويتي من اجل الآخرين.. مواطنين ومقيمين، فيما هبت السواعد الأبية من الجنسين ومن جنسيات مختلفة في تقديم يد العون للجهات الرسمية، من اجل ان تدور عجلة الحياة على طبيعتها.. للجميع الشكر والعرفان وخالص التقدير.

وينبغي ايضا ألا ننسى ان هناك أخوات وأخوة لنا من فئات عمرية مختلفة من اختار المنفى مأوى مؤقتاً، نتيجة حراك وعمل سياسي وأهداف وطنية.

ولكن استمر التواصل بين افراد الشعب، وليس فقط من الاقارب، وبين من يعيش بالمنفى الاختياري عبر منصات التواصل الالكترونية، حتى باتت اخبار هؤلاء حاضرة امام الجميع بالصوت والصورة بالرغم من حجم المسافة واختلاف الوقت.

فقد تميز الشعب الكويتي بطبيعته، منذ التطور السياسي والاجتماعي للدولة وقبل الاستقلال، بالمودة والعرفان للأجداد والآباء ممن أسهموا في نهضة الكويت سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وهو تطور تاريخي غير قابل للنكران او التأويل.. فهناك مراجع بشرية وعلمية وتاريخية وثقت هذه التحولات، لكن من بينها مراجع تدفقت وتعيش خارج الكويت بسبب رقابة مفتعلة، بينما لدينا اليوم شخصيات أحياء ممن عاصروا هذه التطورات، لم يبادر الاعلام الرسمي حتى تاريخه الى توثيق الحوار معهم بالصوت والصورة.

انشر هذه السطور لتوثيق ما هو حاضر امامي وعند غيري من الآلاف من ابناء هذا الوطن، حتى لا يتوه صوت الحق بين ازدحام الذكريات والتحديات وان ننسى الامس المضيء والمستقبل الزاهر المنتظر.

#لن_ننساكم.. أقولها للجميع في المنفى الاختياري.. لن ننساكم.. أقولها لمن ضحى بحياته قبل وبعد #استقلال_الكويت، ولمن فجّر روح التطوع بلا حدود في زمن #كورونا.. لن ننساكم.. أقولها للجميع من افراد الشعب الكويتي الوفي، فالاختلاف مع البعض، لا يعني ان نطلق العنان للقسوة ان تسيطر على ذاكرة التاريخ والبشرية.

لن ننساكم.. أقولها اليوم، حتى لا يطوى الزمن الامس القريب والبعيد والغد.