من تابع نتائج أعمال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب التابع لجامعة الدول العربية الذي عُقد عن بعد يوم أمس يدرك أهمية هذا الاجتماع والتي تكمن في أنه حقق انتصاراً كبيراً للعمل العربي وللدور العربي في الأزمات التي تشهدها المنطقة.

لذلك فإن الإجماع العربي الكبير على دعم المبادرة المصرية وعلى دعم ليبيا والحفاظ على أمنها واستقرارها هو إجماع مهم وتاريخي يذكّرنا بالدور العربي المفقود لسنوات طويلة، ويعطينا الأمل في قيام جامعة الدول العربية بدورها المطلوب في القضايا العربية. والقرارات التي خرج بها هذا الاجتماع هي محاولة شجاعة من الدول العربية من أجل حماية ليبيا من أي تدخل أجنبي، وبلا شك فإن الرفض والتحفظ الذي كان على بعض بنود القرار العربي لم يكن مستغرباً، فالأطراف الأربعة وهي قطر والصومال وحكومة الوفاق وكذلك تونس، هذه الحكومات لديها مواقفها المسبقة والمعروفة لكن تحفظها أو رفضها وحتى خروجها عن الإجماع العربي لن يكون له تأثير على القرار العربي.

ما تشهده منطقتنا العربية وما تمر به من ظروف صعبة جداً ومن تزايد الأطماع الإقليمية من تركيا وقبلها إيران، يجعلنا نؤكد أهمية أن تكون المواقف العربية قوية وواضحة، وفي الوضع الليبي أصبح العمل على إيقاف إطلاق النار في ليبيا مهماً وكذلك الجلوس على طاولة الحوار من أجل الوصول إلى حل سياسي فهذا ما يجب أن يعمل عليه العالم وإن رفضت تركيا ذلك.. وهذا ما تطالب به الدول العربية ومصر وهو موقف دولة الإمارات أيضاً التي أعلنت أنها ضد أي تدخل إقليمي أو أجنبي في ليبيا وضد وجود المجموعات الإرهابية والمرتزقة.

الحل السياسي في ليبيا أصبح ملحاً، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة طبعاً التي يرى فيها الجميع أن التدخل التركي يزداد شراسة وإصرارها على دخول مدينة سرت والذي يعتبر تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري وهذا ما لن تقبله مصر ولن تقبل به الدول العربية بشكل عام وهو ما كان واضحاً في هذا الاجتماع الذي رفض أي تدخل إقليمي و أي تدخل أجنبي في ليبيا واتفق العرب على أن يكونوا جزءاً أساسياً من حل الأزمة الليبية وليس كما حدث في الأزمة السورية والتي خرج العرب من معادلة الحل فيها صفر اليدين وأصبح قرار هذا البلد العربي الشقيق بيد الأجانب!

مصر ليس لديها أي أطماع في ليبيا ولا الدول العربية الأخرى المجاورة لليبيا، بعكس تركيا التي تتوحش في نهب ثروات ليبيا، لذا فإن لمصر كل الحق في الوقوف إلى جانب الشعب الليبي ولها الحق في حماية حدودها وشعبها وأرضها من أي اعتداء إقليمي سواءً كان تركيّاً أو غيره، وبالتالي فالعرب سيكونون مع مصر في أي قرار ستتخذه ولن يترك العرب مصر تواجه هذا الخطر بمفردها.