تصدرت الإمارات المشهد، وقرّرت أن تمنح شعوب المنطقة العربية هذا الأمل الجديد بالوصول إلى المريخ، والأمر لا يتعلق بمشروع دعائي، بل حقيقة على الأرض بمشاركة أبناء الإمارات في كافة مراحل المشروع الحضاري، فقد تم تصنيع مسبار الأمل في منطقة الخوانيج، وهي منطقة زراعية في دبي، لم نكن نتخيل يوماً أنها تستقبل بذرة الأمل لتحولها مسباراً.

إنه مسار الأمل للعرب، وللمرة الأولى في التاريخ سوف يكون العد التنازلي باللغة العربية، وتبث حملته على أشهر معالم البلدان العربية والإمارات، لكي يصبح الجميع على يقين بأن الإمارات لا تحتكر صناعة الأمل، بل هي التي تطلق إشارة البدء، ومن ثم تجعل هذا الأمل متاحاً لكل العرب، ولم يكن شعار «العرب للمريخ» مجرد هاشتاغ للتغريدات والتفاعلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل هو حقيقة أن تتلقَّى جميع شعوب المنطقة هذا المشروع العلمي الحضاري بتفاؤل ورغبة في تغيير الواقع الحضاري.

لقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أنه يتوجب علينا أن نخوض غمار استئناف الحضارة، فقد كان العرب على رأس المشاركين في صنع الحضارة الإنسانية قبل 800 عام، وهم الآن في أشد الحاجة لاستئناف مشروعهم الحضاري.

ونحن في قمة الشعور بالفخر والطاقة الإيجابية، تفاعلاً مع رحلة مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، لدينا وقت للحديث في أمور سلبية، إلا أن سياق الأحداث يأخذنا لتصحيح بعض المفاهيم، فقد أخذني الفضول لمعرفة ردة فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب، واكتشفت أن البعض منهم لا يصدقون أن المشروع إماراتي، ولكنني أؤكد لهم أن الإمارات هي التي قامت بالمهمة تصنيعاً وتخطيطاً، وسوف يكون لفيلم وثائقي يرصد المشروع بكافة تفاصيله مفعول السحر في تأكيد هذه الحقيقة.

نحن لا نسعى للحصول على اعتراف بأنه مشروع إماراتي، بل نتجاوز ذلك إلى ما هو أكثر إيجابية من هذه الدائرة الجدلية المحدودة، فسوف تمنح الإمارات الشباب العربي الفرصة للمشاركة في مشروعها الفضائي، بعد أن أبدى أكثر من 10 آلاف شاب عربي شغفهم بهذا المجال، وسوف يتم اختيار الأفضل من بينهم لتأهيلهم، ومنحهم الفرصة للمشاركة في مشاريع الفضاء ليسيروا على خطى أبناء وشباب الإمارات، لكي تكون صناعة الأمل وتصديره لشعوب المنطقة (قولاً وفعلاً).