الأزمات التي تمر بها الشعوب تعطي فرصاً نادرة لتقويم ما قبلها والتخطيط لما بعدها، والاستفادة من إخفاقات الماضي وسلبياته لتجنبها ووضع الحلول المناسبة للمشاكل.

حين مررنا بمحنة الغزو العراقي لم نستفد منها، ولم نصلح اخطاءنا بما فيها خلل التركيبة السكانية، واليوم نمر بمحنة كورونا فلا يجوز ان نكرر اخطاء ما قبل كورونا.

وسوف اذكر خطأً واحداً او مشكلة واحدة.

أثبتت كورونا أن لاختلال التركيبة السكانية وتكدس العمالة الهامشية ضحايا تجار الاقامات، كلفة اجتماعية واقتصادية وصحية عالية، ومن دون الدخول في التفاصيل المعروفة للجميع لابد من التخطيط منذ الآن لتعديل التركيبة السكانية وترشيد العمالة الهامشية. ويفضل البدء بتشكيل فريق عمل متخصص لوضع الحلول.

ومن جهتي بصفتي مواطنا عاديا سوف اعرض بعض المقترحات في مجال ترشيد العمالة الهامشية وغيرها.

1 - ترشيد الزراعة التجميلية:

تقوم الهيئة العامة للزراعة بغرس شجيرات الكوناكاربس الصغيرة في كل مكان -خارج الحدائق- وهي تحتاج الى التشذيب المستمر لتحافظ على اشكالها المستديرة او المربعة.. ولان نموها سريع فهي تحتاج الى اعداد كبيرة جدا من عمالة الزراعة البدائية الذين يقومون بتشذيبها يدويا. وإذا تعذر الانتقال الى عصر الميكنة في تشذيب شجيرات التجميل فالأفضل الاستغناء عنها والاكتفاء بالأشجار الكبيرة، حتى نستغني عن العدد الكبير من العمالة البدائية للزراعة التجميلية.

2 - عمالة الجمعيات التعاونية:

ليس هناك بلد يضع عمالا بجانب الكاشير يقومون بتكييس المشتريات. ويأتي بعدهم عمال يدفعون عربات الزبائن نحو سياراتهم.. والكويتيون يسافرون كثيرا وهناك يخدمون انفسهم من دون حاجة لتلك الخدمات فلماذا لا تستغني الجمعيات التعاونية عنها؟

3 - عمالة مواقف السيارات:

في كل بلاد العالم المتقدمة يقوم مستخدم المواقف بوضع الاجرة في الماكينة المخصصة للمواقف من دون حاجة لموظف يتسلمها منه، وفي الكويت وجدت هذه التجربة في موقف سوق «الراية»، فحين تعمم هذه التجربة فسوف نوفر عددا كبيرا من هذه العمالة.

4 - المؤذنون:

كانت هناك حاجة لوظيفة المؤذن قديماً، إذ لا بد ان يكون ذا صوت مقبول وقدرة على اعتلاء المنارة، واليوم وبوجود مكبرات الصوت ونشره، فضلا عن وجود التقنيات التي تتيح بث الأذان من مصدر واحد لينتشر في ارجاء البلاد.

لم تعد هناك حاجة الى الاعداد الكبيرة من المؤذنين وأُسرهم، وفي حالة الضرورة يستطيع الإمام او المتطوعون القيام بهذه المهمة السهلة.

5 - عمالة النظافة:

يمكن تخفيض الاعداد الهائلة من عمال النظافة الى النصف، بجعل المرور على البيوت وغيرها يوما بعد يوم، اي ثلاثة او اربعة ايام في الاسبوع، كما هي الحال في الدول المتقدمة.

سوف يقول البعض ان مخلفات البيت الكويتي كثيرة فنقول بالإمكان تكبير الحاويات الى ضعف حجمها، إضافة الى القيام بحملة توعية للمواطنين للتعاون مع البلدية في هذا الشأن.

ويلاحظ أن عمال النظافة ينهون عملهم ثم يتحولون الى البحث عن اعمال اخرى، فينتشرون في كل مكان وينشرون معهم المشاكل مثل السرقة.

6 - عمالة أجرة تحت الطلب:

تكاد شوارع الكويت تختنق من الزحام والتلوث نتيجة الاعداد الضخمة من سيارات الأجرة تحت الطلب، التي تجوب البلاد ليل نهار، والأصل ان تبقى هذه السيارات وبأعداد محدودة في مكاتب التأجير، أو في مواقف تحدد لها، ويتصل بها الزبون فتذهب اليه، وهذا ما يحدث في كل بلدان العالم المتقدم، وعندئذ سوف تنخفض اعداد السيارات ومن ثم اعداد السائقين.

7 - العمالة السائبة:

هناك اعداد ضخمة من العمال في شتى التخصصات؛ بناء صباغ، زراع، حمال، مودي غنم.. متسبب، كما نقول في الكويت..الخ.

معلوم للجميع ان هذه العمالة العاطلة عن العمل هي ضحية تجار الاقامة، ووجودها مأساة انسانية وجريمة طال امدها، وخطر يتهدد البلاد، ولم تمتد المعالجة بعد الى المتسببين بوجود هذه المشكلة الخطرة.

إن القضاء على تجارة الإقامة تعني بالضرورة التخلص من اعداد هائلة من العمالة السائبة ومن المشاكل الناتجة عن وجودها.

هذه مقترحات مجانية من ضمير مواطن سطرها بعقله وقلمه، وتفضل مشكوراً بطلب نشرها، متفائلاً بأن تجد هذه المقترحات صدى ايجابيا لدى الحكومة، خصوصا لكويت ما بعد #كورونا.

أنشر «كويتيات مجانية» كما هي نصاً، آملا ان تستفيد الحكومة مرة واحدة من الآراء والمقترحات من دون مقابل.