كل ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي ضد دولة الإمارات مجرد كلام أبواق قوى من خارج الإقليم العربي لديها مخططات تهدف لإبقاء العالم العربي مشلولا.

تقوم دولة الإمارات، بمشاركة المجتمعات الأخرى، على صنع وتنفيذ برامج لتحقيق التقدم الحضاري خدمة للإنسانية. ولا أبالغ في القول، حتى إن رأى البعض ذلك، أن مبادراتها تواكب الطموحات العظيمة، التي قد يراها البعض مجرد خيال في بداياتها، ينتقدها ويهاجمها، ولكن كثيراً ما يتفاجأ عندما يجدها على أرض الواقع، وقد أجمعت على نجاحها دول العالم، بوصفها أحد أساسيات تقدم الحضارات.

مبادرات الإمارات اليوم، تأخذ شكل المنافسة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا، والجميع يتحدث، غربا وشرقا، عن دولة عربية تساهم في تقدم الأمم، وتحفز الآخرين في منطقتها للمشاركة في هذه الأفكار.

اليوم، تشارك الإمارات المجتمعات الأخرى في كل المشاريع الحضارية، ونكاد لا نجد قضية مطروحة تتعلق بتقدم الأمم، دون أن تكون من ضمنها الإمارات.

تركز هذه المقالة على حالة الجدل “البيزنطي” حول مبادرات دولة الإمارات التي يثيرها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي، طارحين تساؤلات لا تختلف عن تساؤلات فلاسفة بيزنطة؛ بينما كان هناك من يعمل ويخطط كي يحتل إمبراطورتيهم، كانوا مشغولين بأشياء أخرى ليفاجأوا بأن الآخرين سيطروا على مدينتهم. والجدل الذي يثار اليوم حول المبادرات الإماراتية، لن يكون له أي تأثير سلبي، بل هو حافز على استكمال ما تخطط له قيادتها.

تعتز دولة الإمارات أن مشروعاتها تستهدف نقل الشعوب العربية من حالة الإحباط واليأس، إلى مشاركة شعوب العالم التنافس من أجل بناء المستقبل، باعتبارها لا تقل عن باقي شعوب العالم المتقدم بشيء سوى الطموح والمحاولة.

أذكر في إحدى محاضرات العالم المصري الراحل الحاصل على جائزة نوبل أحمد زويل، التي كان يلقيها كل يوم أربعاء وتنقلها قناة “النيل الثقافية” ردا على سؤال لأحد الحاضرين حول الفرق بين الغرب وبيننا، أن المجتمعات الغربية “تأخذ” بيد الإنسان كي ينجح، أي أنها تبث فيه الروح الإيجابية وتشجعه، في حين أن مجتمعاتنا “تكسر” من يحاول التقدم بالنقد والسلبية. أعتقد أن هذه النوعية من الناس هم من يرون أن أي محاولة إماراتية تعتبر فشلا لهم لذلك يبثون سمومهم.

نستطيع أن نستحضر موضوعات عديدة قامت بها الإمارات من أجل صناعة الأمل العربي، ولعل آخرها، وليس الأخير، إطلاق “مسبار الأمل” الأسبوع الماضي مع تحديد أهداف له. ولكن عندما نقف أمام بعض التعليقات حول هذا الحدث، وغيره من الأحداث، نجد أنها تعبير “عاطفي” مليء بالحقد والكراهية غرضه التقليل من الجهود الإماراتية، تحديداً لأنها تسبح عكس التيار، الذي يبثه أصحاب الأجندات التخريبية، خدمة لأهداف الآخرين أكثر من كونه إشكالية موضوعية، يتم مناقشتها بشكل حقيقي، خاصة وأن من يقود هذه الجدل العقيم أنظمة معروفة وأشخاص تحركهم دوافع موجهة ضد الإنسان العربي وضد الإنسانية.

أي تقييم موضوعي لهذه التغريدات أو التعليقات، تخرج منه بخلاصة أنهم يتعمدون تجاهل مخزون الإمارات وإرثها التنموي الكبير الذي أبهر العالم، وأنهم لا يدركون أن الإرادة الإماراتية على مدى الزمن لا تتأثر بمثل تلك المواقف السلبية؛ محاولات “الانتقاص” من همتها ليست بالأمر الجديد، ولكن العبرة، من يضحك في النهاية.

نحن ننظر إلى كل ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي ضد دولة الإمارات، على أنه أبواق لقوى من خارج الإقليم العربي، لديها مخططات تهدف لإبقاء العالم العربي دون حراك، أو لصنع فتنة بين أبناء المنطقة. وهو بالنسبة للواثقين من أنفسهم، ليس أكثر من مجرد “وهم” لن يوقف مساعي الإمارات وشعبها لاستنهاض الهمم العربية.

دولة الإمارات واتحادها، كانا جدلاً قبل التأسيس، لكن هل الأمر لا يزال كذلك، الأمر يحتاج شجاعة الاعتراف؟

تملك الإمارات ما لا تملكه الأنظمة التي تقدم خدماتها لـ”الجماعة” والتنظيمات على حساب الأوطان.

العمل بهدوء وثقة، وعدم الاعتراف بالمستحيل، الجملة التي يكررها دائما الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يسير بقوة “ناعمة” يدركها الإنسان والشباب العربي المحب للنجاح.

ليطمئن، من يستهدف المبادرات القومية لدولة الإمارات، إلى أنها ستستمر على مواصلة دعمها للشباب العربي، بمشاريع كبرى يفخرون بها أمام شعوب العالم الأخرى.