في شتاء 2019، كنت وسط مدينة القاهرة أقتني عدداً من الكتب، ووقفت أمام كتاب عمر طاهر «كحل وحبّهان» ولفتت انتباهي صورة الغلاف التي كانت للفنانة الراحلة مديحة كامل قبل أن تقرر وضع الحجاب، بدت الصورة جميلة جداً وذات ألق سماوي، يجبرك على مطالعة الغلاف لأكثر من مرة، قبل أن تضعه في سلّة الكتب.

وأنا أقف متجمدة أمام صورة الراحلة، تذكرت رغم صغر عمري حينذاك، كمية النقد الذي تلقته الفنانة بسبب ارتدائها للحجاب واعتزالها، لا أزال أذكر أن أحدهم كتب قائلاً: «ومن تكون مديحة كامل؟»، في محاولة منه للتقليل من شأنها، وما قدمته من أفلام ومسلسلات على مدى أعوام طويلة.

كثيراً ما كنت أتوقف أمام الحروب الإعلامية التي تشن على أي فنانة تقرر ارتداء الحجاب، وأن هذا القرار شخصي نابع ممن اختار طريقة حياته الجديدة، وأكاد أجزم بأن أكثر المحاربين حينما نتعمق قليلاً في حياتهم الشخصية، سنجد أن زوجاتهم وبناتهم ملتزمات بالحجاب، لكن الأمر يختلف معهم حينما ترغب الفنانة بوجودها في عالمها الجديد، والقليل منهن من صمدن، ولمْ يخرجن من هذا العالم.

رغم أننا لا نملك حق التدخل في رغبات الآخرين، إلا أن علينا أن ندرك أن المؤثرين كثر، سواء في برامج التواصل الاجتماعي أو في مختلف فروع الإعلام، هؤلاء بقصد أو من دون قصد يؤثرون في أجيال كاملة، وحينما يتخبط هذا المؤثر، ثق بأن من يتابعه سيدور معه في هذه الحلقة المفرغة، حتى يلجأ إلى المنطقة الواضحة والبينة، تلك التي تجعله يرى النور الحقيقي، وأن يتعلم كيف يقي نفسه من عشوائيَّات المشاهير.. فلا تحارب خيار المشهور لكن أشعل الضوء للتابعين.