أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1999م التوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب والذي عقد في لشبونة في 1998م بأن يكون يوم 12 أغسطس من كل عام يوم الشباب الدولي، ويتيح هذا اليوم الفرصة للاحتفال بالشباب وسماع صوتهم وأعمالهم ومبادراتهم ومشاركاتهم الهادفة وذلك من خلال التواصل عبر شبكة الإنترنت خصوصًا في ظل الظروف الحالية لجائحة كورونا والتي تؤثر على جميع الشرائح السكانية ويقوم الشباب فيها بدور رئيس للمشاركة في جهود التعافي منها، ويرفع احتفال هذا العام 2020 شعار «إشراك الشباب في الجهود الدولية».

يشهد العالم اليوم أكبر جيل من الشباب تشهده البشرية فهناك 1,8 بليون شاب (تعرف الأمم المتحدة الشباب لأغراض إحصائية بأنهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 24 عامًا) ويعيش قرابة 90% منهم في البلدان النامية حيث يشكلون نسبة كبيرة من السكان وهم مرتبطون ببعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى وذلك من خلال التقنية ويحرصون على المساهمة في مجتمعاتهم وفي نفس الوقت يواجهون العديد من التحديات مثل الحصول على التعليم الجيد والرعاية الصحية المناسبة وفرص العمل كما يواجهون اليوم جائحة كورونا والتي أثرت بشكل كبير على كل العالم كما أثرت بشكل أكبر على العاطلين عن العمل من الشباب وخصوصًا في ظل التطور الآلي، وتتوقع المنظمة الدولية أن يشهد العالم تقليصاً في الوظائف لنحو 200 مليون من الموظفين بدوام كامل خلال الأشهر القادمة.

بالتزامن مع هذا الاحتفال أصدرت الهيئة العامة للإحصاء تقريرًا خاصًا بهذه المناسبة تحت عنوان «تقرير الشباب السعودي في أرقام» وقد تضمن التقرير إحصاءات عن الشباب السعودي للفئة العمرية من (15 – 34) عامًا وهم يمثلون 36,7% من إجمالي السكان السعوديين، فيما تمثل نسبة الأطفال والشباب من السكان السعوديين لعام 2020م 67%

كما تضمنت الإحصائيات بعض المؤشرات الهامة المتعلقة بنسبة المتزوجين من الشباب والشابات ومن لم يسبق لهم الزواج ومن يعاني من أمراض مزمنة أو يمارس الرياضة والعاملين وغير العاملين كما تضمن التقرير انخفاض معدل الأمية بشكل ملحوظ بين عامي 2007- 2017م، في حين أكد التقرير بأن غالبية الشباب السعودي لا يواجه صعوبة أثناء الدراسة.

الشباب اليوم هو الجزء الأكبر في مجتمعنا وهو المستهدف الرئيس من رؤية السعودية 2030 ولديه الطاقة الكامنة وعنده الرغبة والعزيمة والإيمان لأن يحقق الإنجازات الكبرى في كافة الأصعدة سواء محلياً أو دولياً ولذلك فإن علينا في مثل هذه المناسبة أن نعزز الثقة في الشباب وأن نحرص على دعمهم وإعطائهم الفرصة ليساهموا في تنمية وإزدهار الوطن.