شُجاعة الخطوة الإماراتية بالأمس، وجريئة تلك الجهود التي قامت بها الدبلوماسية الإماراتية منذ إعلان إسرائيل نيتها ضم أراضٍ فلسطينية جديدة إليها.

دولة الإمارات تحركت بقوة من منطلقاتها الأخلاقية والعربية والإسلامية في دعم الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني، ونجاح مساعيها في تراجع إسرائيل عن هذه الخطوة التي كان من شأنها أن تقضي على حل الدولتين وتضيع 25% من الأراضي الفلسطينية، فضلاً عن أنها ستعيد الوضع الفلسطيني إلى نقطة البداية، وتضع المنطقة على حافة الانفجار. وهذا التراجع الإسرائيلي يعتبر اختراقاً مهماً وإنجازاً للقضية الفلسطينية وللحق الفلسطيني الذي ضاع منذ 7 عقود، وآن الأوان أن يعود.

العرب مطالبون بالاستمرار في العمل من أجل هذه القضية الأم، وهذا الحق العربي الذي يجب أن يعود إلى أصحابه بكل الطرق العملية وليس فقط بالشعارات والبيانات والشجب والتنديد، فأهمية الخطوة الإماراتية تكمن في أنها تضيف مكسباً للقضية وتساعد على إيقاف التوسع الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وهذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا التفاهمات التي تمت قبل خطوة التقارب.

إصرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني ودعمه للسلام والاستقرار في المنطقة هو ما دفع إسرائيل لتغيير موقفها.. أما ما يميز سياسة الإمارات فهو أنها واضحة وشفافة.. وأما ما شهدناه بالأمس من انتقادات من بعض الأطراف الإعلامية فهو متوقع من دول تنسج علاقات سرية مع إسرائيل منذ سنوات طويلة بدون أن يكون لتلك العلاقات أي مردود فعلي على القضية الفلسطينية، وكأنها تقدم هدايا مجانية لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.

دولة الإمارات أكدت وتؤكد دائماً على أنها مع الإجماع العربي، وعلى الصعيد السياسي فإن موقف الإمارات منسجم مع موقف العرب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أما التقارب الذي تم الاتفاق عليه بالأمس، فإنه سوف يخدم الإمارات في مختلف المجالات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والزراعة والطب وغيرها من المجالات السلمية والمفيدة للبشر.

الإمارات أكدت وتوكد دائماً أنها مع السلام وتعمل من أجل السلام والوئام بين دول العالم، وأكثر من يستحق السلام هو الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود وفشلت كل الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات في تحقيق إنجاز حقيقي للفلسطينيين، لكن الإمارات نجحت في تحقيق إنجاز للقضية الفلسطينية بإيقاف التوسع الإسرائيلي قبل أن تقدم الإمارات أي شيء لإسرائيل، وهذا ما لم يحدث من قبل.

نتمنى أن يفهم الأشقاء في فلسطين والعرب بشكل عام أن هذه الرسالة الإماراتية هدفها المصلحة الفلسطينية وإيجاد قنوات عربية جديدة لدعم القضية ومساعدة الشعب الفلسطيني في الوصول إلى السلام، بعد أن كادت خطوة ضم الأراضي تفجر الوضع في فلسطين والمنطقة.