قد تكون أقسى أزمة اقتصادية مرّت على العالم هي أزمة «كورونا» بدأت من الصين شرقاً ولم تتوقف إلا بأميركا غرباً، وبطول العالم وعرضه مرّت هذه الأزمة القاسية بكل المقاييس، ولكن مواجهة الدول لهذه الأزمة تتباين وتختلف، فهي تعتمد على معايير عدة، سواء معطيات اقتصادية وطبيعة الاقتصاد، وإدارة الاقتصاد، وقوة المراكز المالية، والخطط والسياسات المتبعة، فمن يستعرض الأثر الاقتصادي للدول، نجد أن أوروبا والولايات المتحدة الأشد ألماً بهذه الأزمة، حيث انخفضت معدلات النمو الاقتصادي والناتج المحلي وارتفعت البطالة، ودخلت نفقاً قد يطول للعودة والتعافي الاقتصادي، والذي سيكون مكلفاً جداً لهذه الدول، والحاجة لعودة العالم ككل للتوازن الاقتصادي الذي هو بطور العودة ولكن ببطء وشكوك عن النهاية الفعلية لهذه الأزمة «الكورونية» التي طغت على العالم ككل، ولازالت مستمرة.

حين نستعرض اقتصاد المملكة العربية السعودية، بهذه الأزمة، فهي تأثرت بجائحة كورونا اقتصادياً من خلال انخفاض أسعار النفط في شهر مارس الماضي لمستويات لم يصلها من سنوات وأصبح بمستويات العشرينات دولار، والأزمة «كورونا» تحتاج إلى الإنفاق والمعالجة الاقتصادية الفعّالة والمباشرة، وهذا ما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وإدارة ومتابعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وكل أجهزة ومؤسسات الدولة، التي قامت بعمل كبير وجبار لتجاوز الأزمة -ولله الحمد-، وضخّت حكومة المملكة مئات المليارات، لمعالجة الأزمة صحياً ودعم القطاع الصحي بكل قوة ومباشرة، والتركيز على سلامة الإنسان، ثم دعم الاقتصاد الوطني من خلال القطاع المالي والدور الكبير الذي قامت به مؤسسة النقد من تأجيل ودعم وضخ، وأيضاً قيام الدولة بتأجيل الدفوعات ما يخص الضريبة المضافة أو غيرها، ودعم الرواتب الذي قدمته للقطاع الخاص، والكثير من القرارات وهذا ما عزز الثقة والقوة باقتصاد المملكة -ولله الحمد-، ونشهد اليوم هذه السياسة الحكيمة بعودة التوزان الاقتصادي والعمل واستمرار النمو والتوقعات تبشر بخير كبير إن شاء الله خلال ما تبقى من العام والعام المقبل، دور حكومة خادم الحرمين كبير جداً بالأرقام، في دعم الاقتصاد. ومتانة الوضع المالي للمملكة ساعد بقوة باستمرار التوازن، وهو ما نشهده في نمو إنفاق المستهلكين والأرقام الشهرية التي تُسجل. سياسة نجحت بكل كفاءة واقتدار بتجاوز الأزمة صحياً واقتصادياً يسجلها التاريخ لحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهم الله-، خلال جائحة كورونا وهو ما نفخر به بهذه البلاد. حفظ الله بلادنا ومولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -والحمد لله- على هذه الإنجازات التاريخية في ظل هذه الجائحة.