عام 1998م أقنع حاكم الولاية الأميركية جورجيا الهيئة التشريعية أن تصرف الأموال العامة لشراء وتوزيع أشرطة الموسيقار موزارت على الآباء والأمهات الجدد وذلك ليُسمِعوها مواليدهم، مستشفى في سلوفاكيا وضع السماعات على آذان المواليد بعد سويعات من ولادتهم وشغّلوا موسيقى موزارت، ويعلّق الطبيب الذي أنشأ هذا التقليد قائلاً: «إن موسيقى موزارت لها تأثير إيجابي جداً على مستوى الذكاء»، مدرب فريق كرة قدم يشغل موزارت على السماعات الكبيرة أثناء التدريب ليزيد ذكاء الفريق.

الطريف أن هذا كله لا أصل له! الذي نَشَره ووضع له القبول هكذا ظاهرة تسمى بـ»وهم الإمكان»، وتأثير موزارت واحد من أوجهها.

إنه اعتقاد سائد أننا مليئون بطاقات عقلية جبارة مخفية تحتاج فقط عاملاً خارجياً ليستخرجها، منها تأثير موزارت، اعتقاد أن موسيقى موزارت تزيد ذكاء الأطفال والرضّع، ودرس علماء الظاهرة ووجدوا أن موسيقى موزارت لم يكن لها أي تأثير حقيقي إلا شيئاً ضئيلاً، رأوا أن سبب فقط كون الموسيقى الكلاسيكية قد حسَّنَت المزاج، وهذا الارتياح النفسي يمكن الحصول عليه بطرق كثيرة وليس بالموسيقى فقط.

وهْم الإمكان قوي، ولا يزال الكثير من الغربيين يظنون أن موزارت يزيد أطفالهم ذكاءً، لا يتوقف الوهم هنا، فهناك زعم شهير يقول إننا لا نستخدم إلا 10 % من طاقات عقولنا، وهنا يأتي من يدّعون أنهم يستطيعون تحرير هذه الطاقات الكامنة، وما عليك إلا أن تشتري كتبهم وأشرطتهم ودوراتهم. وقل نفس الشيء عن التنويم المغناطيسي، والذي يقول الخبير كريس شابري إنه لم يُثبِت العلم قدرته أن يجعل الشخص يتذكر أشياء قديمة قد خبأها العقل، بل إن الشخص عندما يبدأ في استرجاع الذكريات المدفونة فإن احتمال خطئها يتساوى مع احتمال صحتها، ويقول الكاتب أن سبب استرجاع هذه الذكريات قد يكون بسبب إيمان الشخص بنفع التنويم، فيكون الإيحاء هو المُحرّك.

يجب الحذر ممن يزعم أنه يستطيع أن يستخلص من عقلك طاقات خرافية وقدرات مدهشة بلا دليل، فحتى لو لم يأخذ من مالك فإنه سيأخذ من عقلك لو صدّقته.