لو قدر لأحد ممن عاشوا قبل توحيد هذه البلاد أن ينظر إلى حال بلاده اليوم، لرأى العجب. الذين عاشوا سنوات عجاف في مجتمع يموج بالعداوات والخوف والقلق والحروب، لا يمكن أن يتخيلوا ما غدت عليه هذه البلاد بعد أن وحدها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه. فبعد كل مظاهر الألم والفرقة والنزاع، جاء بريق الأمل لتحيا هذه الأرض مرة أخرى، وتعود منارة للعالم بعد غياب طويل.
عادت المملكة لتكون في مستوى الآمال، ولتعيد لكل شبر من أرضها الرخاء والحياة السعيدة، التي يحلم بمثلها كل من زار أو عرف هذه الأرض. هذه الأرض التي مشى على آدامها أعظم خلق الله، وانتشر من قلبها دين الله، تعود اليوم لتكون الجوهرة التي تثير كل مكامن الحب وتنشر الوئام والوحدة بين كل دول الإسلام، بل العالم.
بنت هذه الدولة كيانها على الأساس المتين الذي وهبها الله إياه، واهتمت قيادتها بما ميزها الله به من مقدسات تهفو لها القلوب، فانطلقت في مسيرة أنهت كل الفقر والجهل والمرض، وبنت المركز المرموق للمملكة بين دول العالم.
تعيش المملكة اليوم ثمرة الوحدة الكبرى التي بدأها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وحافظ عليها، ودعمها كل أبنائه الذين جاءوا من بعده، معلنين البقاء على العهد والوعد، مؤكدين أن كل ما تناله هذه البلاد من الخير ما هو إلا بفضل الله ثم الاهتمام بتعظيم شعائره ومقدساته وموروثه الحضاري التاريخي، الذي عبر من هنا إلى كل أرجاء المعمورة.
نعيش اليوم ذكرى عظيمة، وتتأكد في هذه الأيام مبادئ السيادة والاستقلال عن كل ما يدنس تاريخ المملكة، تأكيدا لما هي عليه من الفخر بموروثها العظيم، والسعي المستمر نحو مستقبل زاهر يجمع الشمل، ويؤسس لنهضة تاريخية قوامها العلم والعمل اللذان تتبناهما خطط التحول الكبرى، التي نراها ونستشعر أثرها بيننا، ويعترف بها كل من يراقب بلادنا من الخارج والداخل.
نعيش اليوم في ورشة عمل كبرى تزخر بآمال عظيمة، ومبادرات طموحة تستشرف صناعة الفرق، وبناء وطن المجد وتأكيد ما ورثناه من حب هذه البلاد وحرص كل بنيها على رفعتها وعلو شأنها، ما يدفع الآمال نحو الآفاق، ويبارك كل الجهود المستمرة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.