(1)
- يوم عادت الحياة إلى كرة القدم، بعد صبر لم يكن بالإمكان جعله أطول تجاه جائحة كورونا، رُفِعَت لافتة على قُمصان الإنجليز: “حياة السود مهمة”!. في إشارة احتجاج على عنصريّة الشرطة الأمريكية التي أدّت إلى عنف راح ضحيّته رجل أسود.
- النيّة الطّيّبة ضد العنصرية والعنف واضحة، والتضامن الإنساني يبدو جليًّا هو الآخر. لكني لم أجد اللافتة مناسِبَة.
الجملة نفسها التي أرادت أن تكون ضد العنصرية، جاءت عنصرية بدورها!.
- وأول العنصريّة العزل: “حياة السود مهمّة”!.
حسنًا، وماذا عن الناس في ألوانهم وأشكالهم الأُخرى؟!.
لماذا تم عزل “السّود” عن البقيّة؟!،
هل لأن حياة “البيض” أو “الصفر” ليست مهمّة مثلًا؟!. أم لأن مسألة حياة “البيض” تحديدًا، أعلى شأنًا وأرفع قيمةً، وهي لرفعتها وعلوّ شأنها، أكرم من أن تكون محل أخذ وعطاء ونقاش وتضامن؟!.
- الكلمات أرض. ما إن تحفر فيها عميقًا، حتى تتبدّى لك عجائب من كنوز دفينة أو راعبات من أفكار وقِيَم نحسبها زائلة، بل قد نحسب أن سطح الكلمات نفسه ضدّها!.
(2)
- هل تعرف ألم الحب؟!
لا أتحدث عن ألم الفراق فهو ألم فراق!،
ولا عن ألم الصَّدَّ وعدم القبول فذلك ألم صدّ وعدم قبول!،
أتحدث عن ألم الحب، عن ذلك الألم اللذيذ السعيد، الذي لا يمكن لمتيّم إلا وأن يشعر به، وإلا فإنه لم يصل بعد؟!.
- ما لم تجرّب هذه المعاناة، ما لم يمسّ قلبك هذا الألم السعيد، المبهج الحرّاق، والذي يخلو من أي مقدّمات منطقيّة ومن أي أسباب معروفة، ولا ينتظر الحصول على أي نتائج لاحقة، ولا يتّفق مع أي ظاهرة أخرى غير الهيام، والذي يظل غير قابل لتِسْوِيَة من أي نوع، فأنت لم تحب ولم تعشق بعد!.
(3)
- لا تنظر إلى ما في يد الآخرين، ولا إلى ما في صحونهم، وإلّا فإنك ستظلّ فقيرًا وجائعًا، حتّى لو امتلكت أموال قارون، وهُيِّئت لك موائد بني العبّاس “كانت مائدة الخليفة المأمون تضم أكثر من 300 صنف من الطعام!”.
- هذه النصيحة لا تضمن لك السعادة بالضرورة، لكنها تقرّبك منها، والأكيد أنها تُبعد التعاسة عنك، والأكثر من أكيد أن عدم أخذك بها، لا يذهب بك إلا إلى الشّقاء، شقاء مُحقّق!. شقاء “رسمي فهمي نظمي” بتعبير أحبتنا في مصر متى ما أرادوا تأكيد أمر!.