خرج لنا الأمير بندر بن سلطان ضيفا على قناة العربية الفضائية لكي يتكلم ويسرد وقائع مقتطفة من أحداث كانت ولا تزال هما كبيرا في قلوب وحياة الكثير من العرب والمسلمين والسعوديين خاصة وهي قضية فلسطين، وفي مقالي هنا لن أسرد ما قاله من خلال ثلاث حلقات مسجلة موجودة على جميع وسائل التواصل الإعلامية لمن أراد الاستزادة وبالتفصيل.

لمن لا يعرف بندر بن سلطان، هو ذلك الأمير الطيار الحربي الجسور والسفير الدبلوماسي الرفيع لدى الولايات المتحدة الأميركية، أقوى دولة، زمن الحرب الباردة، والحروب الأهلية في الدول العربية، وزمن ثورة الهالك الطائفي الخميني، وحروب الخليج المريرة.

ولقد عرفناه ذلك المتحدث اللبق والمقل للظهور الإعلامي، مع معرفتنا بقوة شخصيته وذكائه الشديد وفصاحة لسانه، منافحا ومدافعا عن مواقف بلده والبلاد العربية والإسلامية وهو الذي لعب أدوارا جمة في العلن وفي الخفاء لما هو في مصلحة بلده وملكه ودينه، وكيف إذا كان الموضوع هو قضية كل العرب والمسلمين والسعوديين القضية العادلة "فلسطين".

لقد آلمنا كلامه، مع صراحته، عن الكم الهائل من الجحود والنكران الذي تمثل في الهجوم النخبوي المعروف من محاميّ القضية "الفاشلين"، وهذا ما دفعه لكي يظهر على العلن لكي يضع النقاط على الحروف ويبرئ وطنه وشعبه من تهم التخاذل أو التخوين لحل القضية والتخفيف عن الشعب العربي الفلسطيني الذي رزح ومازال تحت صلف عدو غاشم ظالم، وكل ذلك لكون قرارهم مسلوبا وهمتهم وحكمتهم غائبة. ولقد وصل به التوصيف لحاله بأنهم "شيّبوه" مما رآه من تفويت الفرص والحلول، التي كان هو عراب أغلبها، ولقد شرح بإسهاب أن الحلول، التي لم تعد موجودة على الطاولة، كانت قاب قوسين أو أدنى من التمام لولا ذلك السر الغريب والعجيب القاتل للحلول وإنهاء تلك المعاناة.

نحن لا نفهم كيف أن ما آلت إليه هذه القضية أصبح من سوء تدبيرنا، كما يدعون؟ وكيف أننا نطعنهم بالخناجر، ونجرع أهلنا في فلسطين السم؟، كيف هذا ونحن عشنا منذ صغرنا حبنا لبلاد الأنبياء ومسرى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.. كيف؟، كيف ونحن من بذل ويبذل لمعالجة أوضاعهم وأوضاع الشعوب العربية والإسلامية قاطبة؟، ولكنها يا سادة هي صفات النكران والجحود التي هي كما قال سموه: "الكلام الواطي" حيث منّوا علينا وعيّرونا بأننا غير متعلمين ولولاهم لما كنا! كيف وهذا الكلام يصدر أمام ما يعرف بالقيادات الفلسطينية الثورجية "الفاشلة" من دون رد ولا استنكار ولا حتى أدنى اعتذار للصحافة والشعوب المستغفلة.

ويتوج ذلك بالمسايرة والتخطيط السري مع أنظمة عرفت بكرهها لبلداننا العربية، ومن أحلامها العودة للسيطرة عليها ومقدراتها.

آن الأوان لأن يستيقظ الشعب الفلسطيني ويجد له محاميا ناجحا وبصوت واحد قادر على أن يتخذ القرارات المصيرية من دون إملاءات ولا شروط من لاعبين مؤثرين، ولأن يغتنم ما تبقى من الشروط المبنية على المبادرة العربية، وإلا فالقضية سوف تكون "محلك سر" أو التراجع حتى النهاية الحتمية.

شكراً رأي بندر، فهو يمثلني ووجوده في الإعلام مطلب حتى نقف جميعاً صفاً واحداً ضد كل من يزيّف الحقائق، ونحن كذلك قد تعبنا ومللنا من هذا التخوين والسباب وتضييع الأموال والجهود لأجل مناصب وكراسٍ لحفنة من المحامين الفاشلين.