للرقم الظاهر أسفل التغريدة في "تويتر" وعدد المشاهدات في "سناب" و"يوتيوب" مفعول السحر على المستخدم، وهو أحد أسباب صراخ وتضجر بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية لنشر أي معلومة مهما كان مصدرها. وفي جائحة كوفيد - 19، ظهر أن خطر الشائعات أشد من الوباء ذاته، نظرا إلى انعكاسها السلبي على الحياة الصحية والنفسية للناس. ومع هذه الرغبة الجامحة في "التمصدر"، لم تعد وسائل الإعلام وحدها كافية لتصحيح المعلومات، وبات يتعين على الجهات المختصة القيام بهذه المهمة، وهو ما دفع الجهات الحكومية في المملكة إلى استحداث صفحات خاصة بنفي تلك الشائعات، كما فعلت الهيئة العامة للدواء والغذاء، إذ خصصت صفحات خاصة لتصحيح معلومات ملفقة وأحيانا غريبة، مثل نواة التمر وعلاقتها بارتفاع الحرارة، وكذبة الغرغرة بالملح للقضاء على كورونا، أو استنشاق دخان الحبة السوداء للشفاء من الأمراض.
في الواقع، منصات التواصل الاجتماعي أصبحت مصدر صداع لمسؤولي الشبكات ذاتها، حيث بينت دراسة أمريكية قام بها معهد "تاو سنتر للصحافة الرقمية" في جامعة كولومبيا أن عددا كبيرا من الحسابات الوهمية BOTS يبث الشائعات والمعلومات المغلوطة، موقف أجبر "فيسبوك" على حذف ما يزيد على 100 مليون حساب، و20 مليون حساب في "تويتر"، بحسب الدراسة.
إن زيادة وعي الجمهور وبناءه ثقافيا ضرورة ملحة، فالوعي هو العنصر الفاعل في مواجهة الشائعات، وبالتالي القدرة على التمييز من بين ما يعرض عليه، كما أن حضور الأنظمة الرادعة لمعاقبة ناشري المعلومات المضللة مهم، لمواجهة ضريبة الكلمة، بوصفها قيمة مضافة لكاتبها أو عليه.