- أيها المثقفون، أيّها الكتّاب، ويا كل من يرون أنفسهم معنيّين بهذا النداء: سألتكم بالله، لا تُكرِهوا الناس على اللجوء إلى قراءات كاذبة ومزيّفة!.
- القراءة متعة عظيمة وعمل جميل لكنها ليست للجميع.. ليست للجميع!. قلت هذا من قبل وكتبته، وسأظلّ أكتبه وأقوله!.
- القراءة موهبة، وأنتم أيها الكتّاب والمثقفون، ومقدّمي برامج التلفزيون، حين تسخرون ممّن لا يقرأ، وتقلّلون من شأنه، إنما تستعرضون عضلاتكم بما يضرّ!.
- لن ينتج عن مطالباتكم هذه إلا نفور أكبر، أو توجّه مُشَوّه إلى قراءات سطحيّة وساذجة تُكدّس الغباء وتمنحه أسلحة تدميريّة!.
- الدنيا رحبة، وأنواع التّلقّي متعدّدة، وليست قراءة الكتب إلا واحدة من هذه الأنواع!.
- عندما لا يكون لأحدهم “المَيْل” إلى القراءة، وتجبره، بحكم تسلّط الكلمات الفوقيّة، على ذلك، فإن أقصى ما يمكن لك الحصول عليه هو مجموعة من قرّاء كتب “تنميّة الشخصيّة” وكُتُب تجاريّة رديئة مثلها، ككُتُب فن النجاح وكيف تنمّي قدراتك الإبداعية، وما إلى ذلك من كتب، هي الوجه الآخر لعُملة كُتُب الطالع والأبراج والطبخ وترتيب الأثاث، وإنْ اتخذّتْ شكلًا آخر أرقى هندمة!.
- الطريقة المثلى، ولا أقول الوحيدة، لمساعدة أحدهم، أو لترغيبه في قراءة كتاب، هي أن تكتب أنت بشكل جيّد، بطريقة ممتعة محبّبة إلى القلب، بنكهة لها طعم الصحبة والصداقة، لا طعم التوجيه والتدريس والتأنيب!. بطريقة مُنعشة، طريقة يستطرفها ويستظرفها ويشعر معها أنه وقع على كنز سعادة من خلال قراءته لكلماتك أيًّا كان موضوعها، إذ ليس من الضروري أن يكون موضوعك منصبًّا على أهميّة القراءة نفسها!.
- لا شيء يمكنك فعله أكثر من الكتابة بصورة جيّدة، ممتعة، لها طاقة جذب واحتواء. بعد هذا يمكن لأشياء أُخرى أن تأتي، قبل هذا لا وألف لا!.
- يمكنك بعد هذا، ومن خلاله، مثلًا، أن تكتب عن تجربتك مع القراءة، وكيف غيّرت مفاهيمك ووسّعت آفاقك وأمتعتك، دون أن تتعرّض بالأذيّة لمن لم يشاركك مثل هذه التجربة!.
- قل ما عندك بهذا الخصوص، قله بجمال ورشاقة وفن وعمق وبساطة وطرافة وشغف، فليس من طريقة أفضل من ذلك لوصول القارئ إلى نشوة وحلم بنشوة أكبر متى ما جرّب الحكاية!.
- كان سليمان الفليّح، وإلى اليوم، أَجَلّ أساتذتي وأحرصهم عليّ. بالرغم من ذلك لا أتذكّر أنه نصحني بأكثر من عشرة كُتُب، ربما أقل.. ربما أكثر بقليل!. الحقيقة أنني كنت شغوفًا بالقراءة حتى قبل تبنّيه الأدبي لي، لكنه وجّهني إلى دروب فيها، كنت سأحتاج إلى زمنين مضاعفين لأصل، لأعرفها وأمشيها، أفكّر اليوم كيف فعل ذلك؟!
- وأكتشف أنه فقط كان يبهرني بسحر كلامه وبقوّة ربطه وجمال استرساله وخفّة ظلّه وبساطته، وبعظيم محبّته، ومن خلال كلامه وكتاباته، و”تعاليمه” التي كان علينا، نحن تلاميذه، استشفافها بأنفسنا، كنتُ أشعر وأحسّ وأتيقّن أن ذلك لا يمكن أن يتأتّى لأحد دون قراءة!.
- شيء يشبه أن ترى رجلًا رشيقًا، متناسق الجسم، وتتمنّى أن تكون رشيقًا متناسقًا وحيويًّا مثله!. مثل هذا الرجل لا يحتاج أن يوصيك بالرياضة كنشاط يومي، هذا أمر ستعرفه من تلقاء نفسك، والباقي عليك!.