تراجع كبير -ولله الحمد- تشهده أعداد المصابين بفيروس كورونا كما تم تخفيف الكثير من الإجراءات الاحترازية في العديد من الأماكن بما فيها الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي وأصبحنا نشاهد وفود المعتمرين والطائفين في المسجد الحرام كما أصبحنا نشاهد الزوار في الروضة الشريفة وبالرغم من قرار استمرار الدراسة عن بعد حتى نهاية الفصل الدراسي الحالي إلا أننا بدأنا نشاهد تدريجياً عودة الحياة إلى مسارها الطبيعي في بعض المجالات الأخرى مع تطبيق بعض التدابير الوقائية.

تأتي هذه الحالة من التفاؤل التي نعيشها اليوم في الوقت الذي تشهد فيه بعض الدول وخصوصًا في أوروبا وأمريكا موجة قوية لجائحة فيروس كورونا أستدعت أن تقوم بعض تلك الدول بإعادة الإغلاق وفرض الحظر في عدد من المدن الأمر الذي جعل من معالي وزير الصحة يبادر خلال هذا الأسبوع بتقديم كلمة أوضح من خلالها العديد من الأمور الهامة بشأن جائحة كورونا وفي مقدمتها أن الأبحاث للوصول إلى لقاح لفيروس كورونا الجديد تجري في العديد من دول العالم على قدم وساق والمملكة تتابع هذا الأمر بإهتمام وتركز على جودتها ومأمونيتها وسيتم تأمين تلك اللقاحات فور التأكد التام من الفعالية من جهة والأمان من جهة أخرى.

أكد معاليه في كلمته بأننا نجني اليوم -ولله الحمد- ثمار الالتزام بالإجراءات الاحترازية والذي تم خلال الفترة الماضية مما ساهم في حدوث انخفاض ملموس في عدد الحالات بشكل عام والحالات في العناية المركزة بشكل خاص وقد تحقق هذا الأمر -بفضل الله- ثم بفضل القيادة الحكيمة -وفقها الله- والتي جعلت صحة المواطن وسلامته على رأس أولوياتها، كما أشار بأن أحد الأسباب الرئيسية للموجة القوية الثانية التي تشهدها بعض دول العالم هو عدم الإلتزام بالتباعد الاجتماعي والتهاون في لبس الكمامة وتغطية الأنف والفم وعدم الإلتزام بتقليل التجمعات ومنع المصافحة.

وجه معالي وزير الصحة تحذيراً جديداً بأنه بناء على ما نراه في تلك الدول -ونحن جزء من هذا العالم- فإن التساهل لدينا في تطبيق الإجراءات الاحترازية فإنه يتوقع -لا قدر الله- عودة الإصابات للارتفاع من جديد في المملكة خلال الأسابيع القادمة مالم يلتزم ويحرص الجميع على تطبيق الإجراءات الاحترازية والمساهمة في نشر ثقافة الإلتزام والتي تساهم بشكل كبير في الوقاية من فايروس كورونا والحد من انتشاره حفاظًًا على صحة وسلامة كافة أفراد المجتمع.

بدأنا هذه الجائحة بحملة (كلنا مسؤول) ثم جاءت حملة (نعود بحذر) ولم تنته بعد فلنستشعر خطورة الوضع ولنرى ما يحدث حولنا في الدول الأخرى من موجات جديدة ولنأخذ تحذير معالي الوزير بمحمل الجد ونتحمل المسؤولية لنحافظ على المكتسبات التي جنيناها خلال الأشهر الماضية حتى نعبر هذه الجائحة بسلام وأمان.