أغرب الأعراض التي تظهر عقب الإصابة بفيروس (كورونا) هو ما توصل إليه العلماء في جامعة (أريزونا) الأمريكية، عندما اكتشفوا بأنَّ الفيروس يؤدي لتسكين (الألم) أي تخفيف الشعور بأي (ألم) لأمراض أخرى يعاني منها الجسم، وهو ما يفسر عدم معرفة الإنسان بأنَّه مُصاب في الأصل، ما يعني بحسب الباحثين أنَّهم على أعتاب اكتشاف طبي عظيم، قد يغير من خارطة التعامل مع الأمراض، وطريقة تخفيف الألم وتسكينه، بيني وبينكم هذا واحد من الأخبار القلائل المفرحة بسبب الجائحة، ولكن وبالتجربة (كورونا) لا يجلب سوى (الصداع).

بالأمس تحدثنا عن (أثرياء كورونا) لكن الصحيح أنَّ عدد المفلسين في العالم بسبب (كورونا) أكبر بكثير، وإن تحدثنا عن مساهمة ودور (الحجر) وبقاء الناس في منازلهم في تنقية البيئة والهواء وطبقات الجو وحمايتها، فإنَّ المخلفات الطبية والبلاستيكية من (الكمامات والقفازات) التي تهدِّد الأرض تكفي لإعادتنا سنوات طويلة إلى الوراء، وإن تحدثنا عن كيف ساهم فيروس (كورونا) في الالتفاف العائلي والأسري، فإنَّ نسب الانفصال والطلاق في تزايد .. هكذا دواليك كلما حاولنا النظر بالإيجابية اللازمة والمطلوبة، كلما فاجأنا الفيروس بخبثه وتشكله وتلونه وتعقيده.

(كورونا) الزمن الأصعب الذي يحتاج معه البشر إلى هدوء وتفكر وروية، ففي كل وقت هناك (جيل) عاش (حقبة زمنية) واجه خلالها صعوبات يعتقد أنَّها الأكبر والأخطر والأكثر تعقيداً من بين الأجيال الأخرى، من عاشوا سنة (الجدري والطاعون والفقر) ينظرون لفيروس (كورونا) وآثاره، كحالة (عابرة) لهذا الجيل لا يمكن مقارنتها بصعوبات وأهوال وأخطار و(ألم) تلك السنين الماضية، الأمر أشبه بـ(البروتين والمسكِّن) فعلاً، الذي يريد العلماء استخلاصه من (كورونا).

وعلى دروب الخير نلتقي.