- الرواية فن عظيم. ولا تسألوني عن رأيي في من لا يرى في الرواية فنًّا!. لا أقدر على الرّد!. الجواب الذي يشفي الغليل مُثقل بمجموعة من الشتائم، لا يمكن لها إلا أن تقود إلى السجن!.
-لا أعترض على من يرى في الرواية أدبًا آيلًا للتراجع، وترك مكانه المتقدّم لصنوف أخرى من الآداب والفنون. هذه احتمالية قائمة، تكاد تكون قائمة بالتساوي، لكل فن من الفنون وأدب من الآداب في أوقات متفرّقة.
- كل فترة زمنيّة تعيد ترتيب أولويّاتها، ويتقدّم شكل فنّي أو أدبي ما، خطوة أو أكثر، ويتراجع آخر، بحسب حاجة وميول الناس، وبحسب الطاقة الإبداعية لأصحاب المواهب في هذه الفترة أو تلك!. هذه مسألة يُمكن فهمها!.
- كما أنني لا أعترض على من لا يُحب الرواية، ولا يجد في نفسه ميلًا لها!. هذه حريّة شخصيّة والناس أذواق!.
- أمّا أن ينتفخ أحدهم، ويصدر حكمًا بنفي الرواية من تصنيفها كأدب؟!. والحديث لا يخص الرواية فحسب، لكنه يعمّ أي نوع من أنواع الآداب والفنون، كالموسيقى والشعر والرسم والنحت والمسرح والسينما، والرواية طبعًا. فليس عندي ما أقوله، ويصلح للنشر، لمثل هذا الإنسان!.
- لقد حاولت ترويض غضبي قدر الإمكان، وانتظرتُ زمنًا حسبته كافيًا على أمل التخفيف من حدّة الجواب، لإيماني بأن الغضب رذيلة!.
- لكنني تأكدت، أن المسألة ليست غضبًا، وأنه وبمنتهى الهدوء، لا يمكن الرد على مثل أصحاب هذه الفقاعات، بغير شتائم صغيرة، هازئة، مُوجِبَة للإيقاف عن الكتابة، وربما للسجن والغرامة أيضًا!. ولذلك أسكُتُ ولا أرُدّ!.
- أكرر: لا تسألوني عن رأيي في من لا يرون في الرواية فنًّا عظيمًا!، أو فنًّا على الأقل!. الرّأي الذي يمكنني كتابته و”نشره” بهذا الخصوص يحتاج رصانة لغوية، وهُم لا يستحقون تلك الرّصانة!.
- كل ما أخشاه، هو أن أستيقظ صباحًا، أجلس في مكتبي، أشرب قهوتي، أطارِد موضوعًا لقنصه في مقالة يتوجّب إرسالها إلى الجريدة، فلا أعثر على شيء، ثم يمرّ الوقت ويصير لزامًا عليّ إرسال المادّة بأسرع ما يمكن، فلا أجد أمامي غير “شرشحة” أمثال هؤلاء!. الورطة الأكبر أنّ ما أخشاه هو ما أتمنّاه أيضًا، وبنفس القَدْر!.