الأفكار والاقتراحات والأحلام وغيرها من التخيلات والرؤى التي قد يكون بعضها غريب أو مستحيل بالنسبة للبعض في بعض الأوقات، كل ذلك أصبح اليوم هو الوقود الذي يساهم في تحقيق العديد من النجاحات الكبرى، فالتفكير خارج الصندوق والمرونة في تقديم الحلول والإبداع في طرح الأفكار وإطلاق العنان للخيال أن يستفيد من كل ما حوله دون أي حواجز وأن يحلم الفرد باستمرار أحلاماً إيجابية تسعى للتطوير والتنمية مع عدم الاستسلام لكلمة «مستحيل» والتي كانت السر في نجاح كثير من الموهوبين الذين قاموا بالغائها من قاموسهم الشخصي.

في عالم الأعمال نجد بأن (الرؤية) هي من العناصر الرئيسية التي تساهم في إطلاق العديد من الأعمال وهي مطلب أساسي للنجاح والتفوق والتميز فإذا أرادت المنشأة أن تمضي في طريق التميز فعليها أن تضع لنفسها حلماً وتصيغ خيالاً تؤمن به وتسعى لتحقيقه ويكون دافعاً لها للعمل والاجتهاد والمضي قدماً لتحقيق النجاح في المستقبل.

مؤخراً عقد في الرياض المؤتمر العالمي الأول للموهبة والإبداع «تخيل المستقبل» والذي نظمته مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) وقد تضمن المؤتمر العديد من الجلسات الهامة والتي تناولت سبل تخيل المستقبل وبناء جيل متمكن ومبدع خصوصاً في ظل (جائحة كورونا) والتي أكد بعض المختصين بأنها ساهمت في تسريع آلية التحرك نحو المستقبل وخصوصًا في ظل الذكاء الإصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعية والعالم الرقمي وغيرها من الثورات التقنية التي يشهدها العالم اليوم.

سرعة المتغيرات تسود العالم في مختلف المجالات، والتقدم التكنولوجي يضع بصمته يوماً بعد يوم على حياة البشر، وازدهار الأمم يأتي من خلال تمكنها من استشراف المستقبل عبر جيل يمتلك عقول مبدعة ومثل هذا المؤتمر يساهم بشكل كبير في تقديم رسالة من المملكة للعالم حول أهمية (استشراف المستقبل) وتعزيز الريادة العالمية للمملكة في تنمية القدرات الشابة الموهوبة والمبدعة لاستكشاف آفاق مستقبلية جديدة وتوسيع نطاق التعاون الدولي عبر شراكات فاعلة لتنمية رأس المال البشري وصنع العالم الافتراضي وتوظيفه بكفاءة لمواجهة المستجدات والتحديات العالمية.

(تخيل المستقبل) طريقة مميزة للنجاح سواء على المستوى الفردي أو مستوى المنشآت فالطموحات والآمال تأتي من خلال الأحلام والخيال والرؤى وكل ذلك يجب أن يتم صياغته عبر خطة استراتيجية واضحة تسعى لتحويل تلك الأحلام إلى حقيقة وواقع، ولذلك فلابد من أن نواصل الحلم والتخيل وأن نحرص على الاهتمام بالموهوبين والمبدعين الذين يمكنهم تحقيق أحلامنا وآمالنا والمكافحة من أجلها وصنع المستقبل فأحلام اليوم هي حقائق الغد.