قد لا أكون دقيقًا إذا قلت إن العديد من الخطط الإستراتيجية الإعلامية لم توفق ولم تنجح في التخطيط والتطبيق، بل فشلت في تحقيق الغايات لوزارات الإعلام والجهات الحكومية. فعدم تحقيق الخطط الإعلامية واضحة من خلال أكبر الأجهزة المحلية: القنوات التلفزيونية والإذاعة والمؤسسات الصحفية، وإن كانت الصحف ارتفع شأنها في إحدى المراحل ثم تراجعت إلى درجة الإغلاق تمامًا، كذلك مؤسسات الإعلام والعلاقات العامة أخفقت وإغلاق بعضها والباقي في طريق الإغلاق.

هذه ليست نظرة سوداوية ومتشائمة لكن واقع نعيشه، والذي أنقذ إعلامنا مؤخرًا المحطات المحسوبة على المملكة والتي تعمل خارج الوطن، وقنوات متعاطفة معنا وتتبنى وجهة نظر المملكة، فالخطط الإعلامية:الخطط الإستراتيجية، الخطط العشرية، الخطط التشغيلية، الخطط السنوية. كانت تعدُّ ويُصرف عليها أموال، وتشكَّل لها لجان وتُسند إلى مراكز إعلامية وبيوت خبرة ودور إعلام عالمية، لكنها لا تنفذ وكالعادة إما خلل في النص النظري أو التطبيق، ولكن كانت سنويًا تمرر ماليًا وترفع على الرفوف.

لذا فشلت الخطط الإعلامية في تحقيق الأهداف العليا، رغم أنها سنحت لها فرص ثمينة لتقديم طروحات جديدة:

- أولاً: جاءت تطورت التقنية الإعلامية متوافقة مع الأحداث الكبرى لثورات الربيع العربي عام 2010 م، حيث تطورت سريعًا وشاملاً، وظهر التواصل الاجتماعي، وانتقل الإعلام إلى العمل التقني بدلاً من التقليدي.

- ثانيًا: شهد العالم العربي إعلان التحالف العربي في أبريل عام 2015م المواجهة ضد ميليشيات إيران في اليمن، الجماعة الحوثية التي انقلبت على الشرعية الدولية واختطفت الشرعية اليمنية، فكان الظرف مناسبًا لتقديم إعلام يناسب مرحلة المواجهة، ويصد الهجمات المسعورة ضد المملكة ويدحض الأكاذيب والمغالطات التي كانت تستهدف المملكة وتعمل على قلب الحقائق.

- ثالثًا: إعلان الرؤية السعودية 2030 والتي أعلنت في أبريل 2016م وكانت فرصة للأجهزة الإعلامية أن تضع خططها الإستراتيجية وفق مضامين وتوجهات الرؤية السعودية 2030، وتعيد صياغة نفسها وخططها وفقًا لرؤية المملكة، وتخرج بإطار جديد، فالرؤية واضحة والبرامج معلنة، والأفق فضاؤه مفتوح للإنتاج والإبداع.