* (الجامعات السعودية) أصبحت مخلصة في بحثها عن جودة وفاعليّة مُخْرجاتها في جوانب (التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع)؛ ولذا أصبح بينها تنافس مُعلن على استقطاب القيادات الإدارية والأكاديمية السعودية المتميزة، والأجنبية إذا كانت استثنائية!.

* فالقيادي المتسَلِح بالكفاءة، والقادر على الإبحار بمركب (الجامعة) نحو شواطئ النجاح في أداء رسالتها، مُستثمراً لغة العصر ومعطياته، ومُستشرِفاً أبعاد المستقبل ومُستجداته، يصل راتبه الشهري لــ (أكثر مِن مليون ريال شهرياً)، مع ميزات أخرى كـ(السّكن الراقي، والسيّارة الفاخرة، والمكافأة المقطوعة عند تحقيق الجامعة لمستهدفاتها، أو حصولها على جوائز علمية أو براءات اختراع، إضافة لشرط جزائي، يضمن له ما يتجاوز الـ( 10 ملايين ريال) عند فسخ (الجامعة) للعقد!.

* أمّا في سُوق (الأكاديميين السعوديين) فقد ارتفع لواء المتفوقين أكاديمياً في تخصصاتهم، والبارعين والمُنتجين في دراستهم وأبحاثهم العلمية، التي تُلامسُ احتياجات الوطن وتنميته وتطلعاته، وتساهم في خدمة المجتمعات الإنسانية؛ وبالتالي تضيف لمكانة الجامعات وميزانياتها؛ فأولئك المُبدعون أصبحوا وأمسوا هَدفاً مشروعاً لــ(لجان التعاقد)؛ فرواتبهم لا سقـف لها، ينضمُّ لها بدلات كبيرة، وحوافز تَمَيُّز، وعمولات ثابتة من عوائد الجامعة إِثْر أبحاثها ودراستها.

* أمّـا في ساحة الدراسات النظرية، فقد أُقيمت حفلات اعتزال وتكريم «تقاعد» للرّواد الذين أَثرَوْهَا مشكورين حتى رفعت صوتها بــ «كِفَايَة»؛ لِتتراجع أسهم مَن جاءوا بعدهم؛ الذين تَاهُوا في فَلك أُطرُوحاتٍ تَجتَرُّ المكرّر من موضوعات الماضي، كــ(الكتابَة والشُّرُوح حول ما يعرفه العامة، مما هو معلوم من الدِّيْن بالضرورة، وتحقيق مخطوطات سَبَقَ وأنْ طُبِع العشرات أمْثَالُها)، وضاعوا في غياهبِ عناوينَ ما زالت تُفتِّشُ وتتَساءلُ عن العلّة التي بسببها (ضَرَبَ زَيْـدٌ عَــمْـرو)، وعَـن فَصاحة بَيت امرئ الـقَـيـس: (مِكرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدْبِرٍ معًا ... كجُلمُـودِ صَـخْرٍ حَطّهُ السَّـيْلُ مِـن عَلِ)؛ فهؤلاء مع التقدير جداً وأبداً لشخُوصِهم، لا رَقْـمَ لهم في فضاءٍ «نجُومُـهُ الحقيقيون» منهم للحَاضر والقَادِم منتجون!!

* (جامعاتنا) وفي إطار ذلك الحراك الرائع أعادت النظر في أنظمتها وتعاقداتها وتخصصاتها ومساراتها العلمية ومُخرجاتها، وكانت النتيجة تفوقها الأكيد، بعيداً عن الزّيفِ والبهرجة الإعلامية؛ وذلك في طريقها لأن تصبح في قائمة «العشر جامعات الأفضل على مستوى الَعَالم».

* تلك الحكاية الأسطورية رسمها خيالي المريض «أحياناً»، وهو يفترض دعماً كبيراً مِـن (وزارة التعليم) لــ(جامعاتها)، في إطار استراتيجية عادلة وواضحة المعالم والمُستهدفات، تنفذها برامج حديثة، مؤشراتها أمينة، يعقبها متابعة وحوكمة، كما فَعلت (وزارة الرياضة) مع «الأندية»، فصدقوني لو أنّ ذلك قد حَدَث، لَكُنَّا اليومَ نُصَدِّرُ (لقاحات كوفيد 19)، ولا نستوردها!!.