يتفق الكثيرون على أن هذه السنة التي توشك على الرحيل، كانت ثقيلةً بما يكفي لأن يجعل الصمتَ هو التعبير الأبلغ عنها، لكن ثمة مَن يخالف هذا الرأي على أساس أن العالم مرَّ بالأسوأ. هيئة الإذاعة البريطانية (الـ«بي بي سي») كتبت في موقعها أن سنة 2020 كانت مليئةً بالكوارث والكآبة واجتماعات «زوم» التي لا تُحصى، وقد وصفها البعض بأسوأ سنة على الإطلاق. لكن نظرة سريعة إلى التاريخ تبين أن العالم مر بما هو أسوأ منها، في إشارة إلى وباء «الطاعون الأسود» الذي ضرب العالم سنة 1346 للميلاد، وحصد نحو 200 مليون إنسان. والسؤال الأهم الآن هو: ما التحديات التي واجهتها دول العالم في هذه السنة؟
يرى الخبراء أنه من المهم إعادة تحديد تلك التحديات بدقة ودراستها والاستفادة منها، استعداداً للانطلاق نحو آفاق أكثر تفاؤلاً. كان أحد أكبر هذه التحديات هو العمل عن بعد، كجزء من الجهود المبذولة للحد من انتشار الوباء، والذي كان يتوقع أن يمثل عامل تحول آني، غير أن الأبحاث التي أجرتها شركة «لينوفو» الصينية الأميركية في منتصف مارس 2020، وشملت أميركا وإيطاليا وألمانيا والصين واليابان، أكدت أن تأثير هذا التحوّل قد يكون طويل الأمد على النظرة لسياسات العمل عن بعد. وتعاود التكنولوجيا مرة أخرى البروزَ في الأوقات المضطربة (كمنقذ) للاستمرار في المضي قدماً.
التحدي الثاني الأكبر كان التعليم عن بعد الذي شكّل مفاجأة كبيرة بالنسبة للعديد من دول العالم، ما كشف لاحقاً أن عدداً قليلاً من الدول استطاع تسجيل نجاحات في مواجهة الجائحة فقط بفضل امتلاكها بنية تحتية إلكترونية تعليمية قوية، إضافة إلى حرصها المستمر على المواكبة ودراسة الاحتمالات الطارئة والمتوقعة. ومن تلك الدول دولة الإمارات العربية المتحدة التي تبوأت مركزاً متقدماً على مستوى العالم، وفقاً لمجلة «سي إي أو» الأميركية التي نشرت قائمةً بالدول التي تمتلك أفضل نظام تعليمي في العالم. هذا فضلاً على مواجهتها بثقة للتحديات التي فرضتها الجائحة في مجال التعليم عن بعد.
ووفقاً لهذا التصنيف فقد تقدمت دولة الإمارات على دول عريقة في هذا المجال، مثل لوكسمبورج ونيوزيلاند وإيرلندا والنمسا. ونوهت مجلة «سي إي أو» بالجودة العالية للتعليم في دولة الإمارات، الأمر الذي سيدفع الكثيرين ممن يفكرون في إكمال دراستهم العليا إلى اختيار جامعاتها المتقدمة.