تلقيت أمس جرعتي الأولى من لقاح فايروس كورونا المستجد، وكنت قد وصلت قبل الموعد المحدد عبر تطبيق صحتي بثلث ساعة إلى الموقع المخصص في مركز معارض الرياض لأجد استقبالا واحتفاء رائعا من شباب وشابات وطني، يبدأ من البوابة الخارجية لمواقف السيارات وحتى باب الخروج مرورا بالمدخل الداخلي ومكاتب التسجيل والاستقبال والانتظار ثم غرف التطعيم والمراقبة بعد التطعيم !

ورغم كثافة الحضور إلا أن العمل جرى بسلاسة لافتة عكسته كفاءة العاملين، وطوال الوقت لا تسمع إلا كلمات الترحيب والدعاء بأن يحفظك الله ويكتب لك السلامة !

عندما طلب مني أن أنتظر لبضع ثوان في غرفة الانتظار قبل تلقي التطعيم ظننت أنها تعبير مجازي للوقت الذي عادة ما يتمدد عندنا، لكن استدعائي لم يستغرق أكثر من ثانيتين حتى أنني داعبتهم بأنها ليست ثواني بل أجزاء من الثانية، وفي غرفة التطعيم لم يستغرق الأمر أكثر من ثوان معدودة للانتهاء من التطعيم الذي لم أشعر به بتاتا، وكان علي بعد ذلك أن أنتظر لمدة ربع ساعة في غرف انتظار مزودة بالمياه والعصائر، وهناك تأملت وجوه المطعمين فوجدتهم من مختلف الأعمار والجنسيات !

بعد مرور ربع ساعة أشعرتني المراقبة بكل لطف أنه يمكنني المغادرة مع دعاء بالحفظ والسلامة سمعته من كل من مررت به من العاملين في المركز، وختامها كان وردة ندية استلمتها عند بوابة الخروج !

في الحقيقة لم أملك سوى الشعور بالفخر بوطني، والدعاء لجميع العاملين في المركز والثناء على جميع المسؤولين في «الصحة» والامتنان لحكومة بلادي على هذه الرعاية الفاخرة والعناية الفائقة بصحتي وسلامتي، وصحة وسلامة كل مواطن ومقيم على تراب هذا الوطن !

باختصار.. أعد قراءة هذا المقال عندما تنتهي من تلقي تطعيمك وستجد أنه يعبر عنك !