تردد أخيرا الحديث عن جواز السفر الآمن وأهميته، وكالعادة كانت المملكة في مقدمة الدول، التي بادرت لاعتماد مبادرة إلكترونية توثق حصول الشخص على الجرعات الخاصة بلقاح فيروس كورونا، وبالتالي اكتسابه حصانة، وحملت هذه الخدمة اسم الجواز الصحي.
ومثل هذا الإجراء يتسق مع التوجه العالمي، الذي يهدف لتعزيز استخدام هوية المسافر الرقمية والقياسات الحيوية، بهدف تحقيق السفر الآمن، وهذا لا يتعارض مع احترام خصوصية البيانات والأنظمة والمبادئ والمعايير الدولية المعمول بها.
وربما من المناسب التذكير هنا أن وزراء السياحة في مجموعة العشرين خلال رئاسة السعودية للمجموعة في 2020 قد أكدوا ضرورة الأخذ بالإجراءات، التي تسهم في تيسير التنقل والسفر، بالشكل الذي يؤدي إلى تعافي قطاع السياحة، وقد تضمن بيان الدرعية إشارات عدة تتعلق بدعم جهود إنعاش قطاع السفر الدولي.
إن تدشين الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة، والدكتور عبدالله الغامدي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، خدمة "الجواز الصحي" عبر تطبيق (توكلنا) يمثل خطوة متقدمة.
لقد كانت المملكة ولا تزال، من خلال مثل هذه المبادرات، تلهم العالم، وتجسد بشكل دقيق، عناية القيادة بالمواطن ورعايته وتقديم جميع التسهيلات، التي تهدف للتخلص من هذا الوباء.
والحقيقة أن تطبيق (توكلنا) يمثل من خلال حزمة الخدمات، التي يقدمها ثروة للمواطن والمقيم، وقد تم أمس إدراج الجواز الصحي، الذي يوثق إلكترونيا حصول الشخص على لقاح كورونا، وهذا يمثل إضافة إلى الخدمات الأخرى مثل التصاريح والخدمات الصحية حتى خدمات التعليم وكل معلومات الوثائق الشخصية بشكل عام.
لقد استطاعت بلادنا من خلال حزمة الخدمات الإلكترونية، التي أسهمت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) في تقديمها، أن تحقق سبقا عالميا يستحق الفخر، وهذا جزء من جهود عملاقة يبذلها أبناء وبنات بلادنا، ولعل البنية التقنية المتميزة، التي وفرتها أسرة (سدايا) لإنجاح اجتماعات قمة العشرين طيلة العام الماضي أحد الجهود التي تستحق التنويه.